جرادة : إبن عيسى إدريس
نظم مجموعة من العمال السابقين في مناجم الفحم في جرادة مسيرة، مشيًا على الأقدام، في اتجاه ولاية وجدة، قبل تنفيذ مسيرة أخرى إلى الرباط، في حالة عدم الاستجابة إلى مطالبهم العادلة والمشروعة، من قبل عامل إقليم جرادة، والمسؤولين على القطاع، احتجاجًا على تجاهلهم، واللامبالاة التي قوبلت بها أوضاعهم ، بعد ثلاثة أشهر من الاعتصام.
وهدد العمال المتضررون بتنفيذ "انتحار جماعي" بالتمدد على خط السكك الحديدية، الرابط بين عمالة جرادة ووجدة، وهو الوضع الذي استنفر جميع المصالح، بدءًا بالمكتب الوطني للسكة الحديدية، والقيادة الجهوية للدرك الملكي، والسلطات المحلية، والقوات المساعدة، التي سارعت بالتدخل لمنع الكارثة، وحددت موعدًا لممثليهم، في 18 أكتوبر / تشرين الأول، مع والي جهة الشرق، عامل عمالة "وجدة أنكاد"، الذي باشر البحث عن حلول مع المسؤولين.
وأصدرت جمعيات المجتمع المدني، المهتمة بملف عمال مناجم الفحم، بيانًا، ذكرت فيه معاناة هؤلاء العمال، الذين ينتظرون، منذ أكثر من 18 سنة، منذ التوقيع على الاتفاقية الاجتماعية في 1998، لحل مشاكلهم العالقة، حيث تم إغفالهم أثناء عملية التصفية، وذلك بسبب الطريقة السيئة التي انتهجتها إدارة شركة "مفاحم المغرب" في تسريح العمال والعاملات، مما نتج عنه ارتباك وتلكؤ، وحرمان عدد كبير من العاملات والعمال من بنود الاتفاقية، الموقعة في 17 فبراير / شباط 1998.
وأفقد هذا الوضع العمال فرصة الاستفادة من التقاعد، والتعويضات عن السكن، والتنقل، وعن عدد الأبناء، والسنوات، والعجز، فضلاً عن إغلاق خلية شركة "مفاحم المغرب"، منذ نحو ثلاثة أشهر، مما انعكس سلبًا على ضحايا شركة "مفاحم المغرب"، وذويهم، في مواجهة الإدارات، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والصندوق الوطني للتقاعد والتأمين.
ومنذ تاريخ إغلاق مكتب خلية الشركة، دخل عدد كبير من العمال في اعتصام مفتوح، ونظموا مسيرات في اتجاه الرباط، عن طريق العيون.
وعبرت جمعيات المجتمع المدني عن استنكارها الشديد للموقف "المتخاذل"، و"الوعود الكاذبة" لوزير الطاقة والمعادن، ومديرة الهدروكربونات والمعادن، ومُصفّي شركة "مفاحم المغرب"، الذي يتهرب من حل المشاكل، والذي كان السبب في نهب وتدمير الشركة، وفق تعبيرها.