دمشق - سانا
تعكس نصوص فؤاد حسن في مجموعته "جمر الحنين" الصادر حديثاً عن دار الغانم للثقافة مجموعة حالات اجتماعية في موازاة تعبيره عن الحب الذي تسرب إلى كل نصوص المجموعة بحيث يظهر الوجدان جليا في النصوص النثرية وتتكون منه مفردات السرد للتعبير عما في داخله من عواطف يقول في نصه "إليك أكتب" عندما أبدأ الكتابة إليك.. أجد نفسي.. وأجد وجداني.. أجد نفسي تنطق بالحروف الكئيبة.. تأبى أن تتوارى بين السطور.. ويقف حسن في مجموعته /95 صفحة من القطع المتوسط/ حائرا أمام الدهر والتاريخ متسائلا ان كان سينصفه أم لا دون أن يتجاوز المنطق الانساني فتبدو أحلامه واضحة بان يكون إيجابيا في سلوكه وتعامله مع الزمن الذي لن يرحم أحدا معتبرا الخطيئة أمرا يرهق كاهل الكاتب على مر الزمان كما جاء في نصه "يا دهر" الذي يقول فيه.. أخبرني يا دهر.. أي رواية ستكتب عني.. أخبريني أيتها الاماكن.. أي مكان ستعطيني.. فالحزن أكبر. ويعبر الشاعر عن شدة الحب التي تنتابه فتدفعه للكتابة والتعبير عن اندفاعات قصوى تتدافع داخله فيحاول التعبير عنها بكلمات تتلاءم مع الحالة الهادئة التي يحاول الشاعر أن يعيشها ضمن تخيل واسع في عالم الحب يقول في قصيدة "جنون".. عندما أراك.. ولا اعرف ملامحك.. أشتاق اليك وأنت بجانبي.. أخاف عليك وأنت بين جفوني.. وتبدو الفاظ حسن المكونة للنصوص بريئة وهي تتعامل مع الحب لأن الحب عنده هو أقسى درجات الإنسانية وأجمل لحظات العيش وأهم ما يمكن أن يحياه الإنسان وهذا ما تدل عليه أغلب نصوص المجموعة ومنها نص "حبك داء".. إن كان حبك داء.. فلا أريد دواء وإن كان حبك مطرا.. أمطري أيتها السماء وإن كان حبك ليلا.. أغربي يا شمس الضياء وإن كان حبك زرعا.. فأنا أرض وماء.. وإن كان بردا فأهلا بك يا شتاء. يرى الشاعر السوري في مجموعته أن الأم هي أهم ما في الدنيا لأنه يعتبر أن الجمال امتداد لها أو بقاء فهو يستمد أسسه من جمالها ويتنامى على عواطفها لأن الأم هي ذلك الكائن الذي يعيش الحياة من خلال محبة أولادها ومحبة الآخرين يقول في نص بعنوان "أمي".. أمي.. ليست أجمل امرأة في الدنيا.. بل هي جمال الدنيا في امرأة..