بعلبك - أ ف ب
من القلعة الأثرية الرومانية في مدينة بعلبك (شرق لبنان)، ووسط مظاهر فولكلورية احتفالية وإجراءات أمنية مشددة، اعلن رسميا الخميس أن مهرجانات بعلبك الدولية، التي كانت أقيمت استثنائيا العام المنصرم في إحدى ضواحي بيروت بسبب مخاوف امنية، تعود هذه السنة إلى مكانها الأصلي.
وتفتتح المهرجانات بمسرحية غنائية للمغني اللبناني عاصي الحلاني، وتختتم بمسرحية فرنسية من بطولة النجمين الفرنسيين جيرار دوبارديو وفاني اردان.
وشارك كل من وزير السياحة ميشال فرعون ووزير الثقافة ريمون عريجي ورئيسة مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية عضو الشرف في لجنة مهرجانات بعلبك السيدة ليلى الصلح حمادة، ورئيسة اللجنة السيدة نايلة دو فريج، إضافة إلى رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، في المؤتمر الصحافي الذي أقيم في القلعة للإعلان عن الأنشطة التي يتضمنها برنامج المهرجانات ما بين 30 تموز/يوليو و31 اب/اغسطس.
واستقبل هؤلاء لدى وصولهم إلى قلعة بعلبك برقصات الدبكة البعلبكية وعروض السيف والترس، وقدم لهم أولاد معاقون من دار الأيتام الإسلامية باقات زهور.
وفيما وصف الوزير عريجي إقامة المهرجانات في بعلبك بأنها "فعل ايمان بالفن والثقافة والعيش المشترك"، رأى الوزير فرعون ان الإعلان عن عودة المهرجانات إلى المدينة تؤشر الى "سلامة الثقافة والأمن والإستقرار".
وقال "قبل شهرين كانت إقامة المهرجان حلما" مشيدا بالجهود الأمنية المبذولة في لبنان التي اسفرت عن وضع حد للتوترات والاضطرابات، رغم فشل الاطراف السياسية في التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
أما ليلى الصلح حمادة فأشادت بـ"عزيمة" اللجنة المنظمة التي مكنتها من "تخطي العقبات"، معتبرة أن قرار إقامة المهرجانات في بعلبك "خطوة جبارة"، رغم إقرارها بأنها "مجازفة".
ورأت أن هذه الخطوة بمنزلة "مقاومة وصمود من أجل البقاء والإستمرار".
وتحدث أيضا رئيس بلدية بعلبك حمد حسن باسم فاعليات المدينة وجمعياتها، وكذلك باسم كتلة الوفاء للمقاومة، وهي كتلة نواب حزب الله الذي تعتبر مدينة بعلبك أحد معاقله الرئيسية.
وشكر حسن للجنة المنظمة "قرارها الجريء والمتقدم"، معتبرا أن "هذه الخطوة تنسجم مع الخطوات الإنمائية والاستراتيجية التي أطلقتها الحكومة اللبنانية" التوافقية التي شكلت في شباط/فبراير الفائت برئاسة تمام سلام.
وتفتتح المهرجانات في 30 تموز/ يوليو، بمسرحية "عاصي...الحلم" الغنائية للمغني اللبناني عاصي الحلاني، على أن يقدم حفلة ثانية في الأول من آب/اغسطس، علماً أنه كان من المقرر أن يقدم هذه المسرحية في مهرجانات العام الفائت لو أقيمت في المدينة.
ويلخص العرض الذي تولى اخراجه جو مكرزل مشوار عاصي الفني من بداياته حتى اليوم مقدما ابرز اغنياته القديمة والجديدة.
ويتضمن العرض لوحات راقصة وغنائية.
وتطل بين جدران معبد باخوس العالية في 3 اب/اغسطس مغنية الاوبرا الرومانية انجيلا غورغييو التي تتميز بصوتها الجامع بين الرقة والقوة بتسلقه الدرجات الموسيقية العالية.
وسيقف على ادراج بعلبك في العاشر من الشهر عينه عازف العود التونسي والمغني ضافر يوسف يرافقه كل من عازف الكلارينيت التركي حسنو سنلنديريتشي وعازف الغيتار النروجي إيفيند آرسيت ضمن امسية "ترنيمة "للطيور" وهي ايضا عنوان ألبوم يوسف الأخير الذي يمزج بين الجاز والموسيقى الصوفية الشرقية.
ومن اجواء الموسيقى الى اجواء استعراضية بهلوانية مع الفرقة الكندية "اصابع اليد السبعة" التي ستقدم "سيكانس 8" وهو عرض للصغار والكبار غني بالالون والحركات البهلوانية والتفاعلية يحمل رسالة لتقبل الآخر.
وكان أفراد هذه الفرقة قدموا عروضا أمام مئات ملايين المشاهدين في افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية التي اقيمت في شباط/فبراير الفائت في مدينة سوتشي الروسية.
يذكر أن "مهرجانات بعلبك الدولية" انطلقت في العام 1956. ولم تنظم السنة الماضية في القلعة، بل في مصنع أثري للحرير قرب بيروت، بسبب ما شهده لبنان في تلك الفترة من انقسام سياسي حاد وتوتر امني حول النزاع في سوريا ومشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.