القاهرة - أ.ش.أ
بين حقيقة بالغة وشىء من الخيال، دارت أحداث روايته في مدينة الضباب، هناك وقع اختياره على نخبة من شباب مصر قاموا بالهجرة إلى الشمال بحثًا عن العلم والحرية في لندن، إحدى كبريات العواصم العالمية قاطبة، ورغم انشغال هذه المجموعة الطامحة في الحصول على درجة الدكتوراه، فإن ذلك لم يمنعهم من اللقاء الدوري ومتابعة أنباء الوطن، ومن ثم الدخول في حوارات ممتعة متنوعة وساخنة في آن واحد، تعكس موقع كل منهم الطبقى والثقافى في المجتمع المصرى.
رواية « الحب في لندن » للكاتب محمد مصطفى عرفى، عمل أدبى ممتع يرصد عوالم غير متجانسة في 268 صفحة، لذا جاءت الرواية كاشفة راصدة لمحددات فترة الحكم السابقة على أحداث ثورة يناير، ورحيل دولة مبارك والتي أفضت بالضرورة إلى ما يحدث الآن على الساحة.
يستعرض الكاتب عبر صفحات روايته بأسلوب أدبى رصين، تفاعلات الأحداث وتحليلاتها، ففضلا عن رصده لمكنون النفس البشرية لكل شخصية من شخوص الرواية، بطموحاتها وانكساراتها، وأحلامها وعثراتها من خلال رصد سلوكياتهم وتفهم دوافعها إزاء المحاور الرئيسية « الدين – السياسة – التعليم – العدالة الاجتماعية – التنوير والحداثة – الغريزة الجنسية »، تناولت الرواية قضايا مصر الآنية ووضعتها تحت المجهر، وحملت بين جنباتها مكونات فسيفساء المجتمع المصرى بخصائصه المميزة ورغباته وأحلامه التي بدت حينًا عصية على التطويع، وجاءت تلك التفاعلات المتمازجة بسرعات متفاوتة كى تضمن عنصر التشويق الروائى والحبكة الدرامية.
يذكر أن "عرفى" دبلوماسى حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من لندن، كذا شغوف بالاطلاع المستمر على آفاق الثقافات المختلفة، وله العديد من المقالات السياسية والاجتماعية نشرت بالعديد من الدوريات والصحف؛ كالأهرام والشروق والأهرام ويكلى، خلال السنوات الفائتة، فضلا عن عمله محاضرًا أكاديميًا بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
ومن الرواية نقرأ:
« وصل محمود إلى لندن حاملا آمالا كبيرة.. أهمها أن يحصل على دكتوراه في القانون التجارى الدولى.. مل الحياة في مصر وملته هي بدورها.. لم يوفق كثيرا في مشروعات الارتباط رغم أنه لا يطلب المستحيل.. أو هكذا يعتقد.. هل من الكثير أن يطلب فتاة جميلة ومثقفة وحسنة الخلق؟؟ لا ليس كثيرا......على ضفــاف بحيرة حديقة هايد بارك ثانى يوم الوصول أخذ يحدث نفسه: «المشكلـــة أننا شعب مشوه نفسيًا.. فالفتاة الجميلة في بلادنا هي بالفعل عملة نادرة...، بالطبع لابد أن تكون عملة نادرة....عندما تكون هناك جميلة وسط متوسطات الجمال أو ما دون خط الجمال بكثير... هذا يجعلها محط الأنظار منذ صغرها... ولأننا شعب متخلف».