بيروت - و م ع
وقعت الروائية الفلسطينية سحر خليفة، أمس الخميس ببيروت، عملها الجديد "أرض وسماء" الصادر عن دار الآداب اللبنانية، والذي خاضت فيه خليفة، عكس أعمالها السابقة، تجربة السرد التاريخي الممزوج بومضات روائية. وتستحضر خليفة في هذا العمل مسيرة شخصية لبنانية، أثارت جدلا كبيرا في حياتها وبعد مماتها، إنه أنطوان سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي (1904- 1949)، الذي قررت الأديبة الفلسطينية أن تسرد حياته إبداعيا بعد خمس سنوات من البحث والتقصي، أرشيفيا وكذا من خلال اللقاء المباشر مع بعض من معارفه وأقاربه الذين ما يزالون على قيد الحياة. وقالت خليفة، خلال حفل التوقيع بقصر (اليونسكو)، إن فكرة "أرض وسماء" جاءت نتيجة سؤال أرقها طويلا ، "لماذا هزمنا ولماذا نحترف الهزيمة¿" وقادها إلى أن الخلل يكمن في "حاجتنا إلى قيادة وتجربة الزعيم، القادر على الاستشراف". وبعد بحث معمق في التاريخ العربي، وقفت عند أسماء عديدة، من بينها الشيخ عز الدين القسام، إلا أنها اعتقدت أن أنطوان سعادة "لم يأخذ حقه في التاريخ، وأن الجيل الجديد لم يستوعب تجربته بما فيه الكفاية بالرغم من تنبئه" بمخاطر تحدق بالعالم العربي، منها "خطر الطائفية". وتفسر، كما جاء أيضا على ظهر غلاف الرواية، أن العمل يحكي " قصة رجل قال لنا قبل رحيله، كأنه يعرف ما حل بنا، ويحل بنا، إن اقتتالنا على السماء يفقدنا الأرض، وبفضل الدين كما فسر وكما استثمر عدنا قبائل غلفها الجهل والادعاء والتناحر". واستهوتها كلمات أنطوان سعادة فاستهلت "أرض وسماء" ب "اقتتالنا على السماء فقدنا الأرض" . ومن جهة أخرى، قارب كتاب ونقاد "أرض وسماء" خلال هذا اللقاء، فصنفها المفكر اللبناني حسن حمادة في خانة "الرواية الأسطورية الحافلة باستنتاجات عن بطل أسطوري"، وب"المرجع التاريخي والإنساني المكتوب بريشة روائية ممزوجة بومضات الرواية"، بينما اهتم الكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر بمتن الرواية، مؤكدا أن "بطلها لا يموت، فهو حي في جميع تفاصيل أرض وسماء". أما الكاتب الفلسطيني محمود شريح فخلص إلى أن "أنطوان سعادة يتألق ويتوهج في رواية سحر خليفة، وتحلق (أرض وسماء) بجناحي سعادة ...فالرواية وصاحبتها صاعدتان من الأرض في اتجاه السماء". يذكر أن "أرض وسماء" هي الرواية الحادية عشرة لسحر خليفة، ومنها "لم نعد جواري لكم" (1974) و"صورة وأيقونة وعهد قديم" (2002) و(ربيع حار) (2004) و(أصل وفصل) (2009) و(حبي الأول) (2010). وحازت خليفة عدة جوائز منها جائزة نجيب محفوظ عن روايتها "صورة وأيقونة وعهد قديم" وجائزة ألبيرتو مورافيا للأدب المترجم للإيطالية وجائزة ثيرفانتيس للأدب المترجم للإسبانية.