القاهرة - وكالات
يعد نص "الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك" الرواية السابعة لسعيد نوح، عن سلسلة تجليات أدبية، وتصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، امتدادا لمشروع نوح السردي الذي يمزج فيه بين الواقع والخيال، ويشتغل على العالم الفانتازي للملائكة التي تصبح قادرة على مشاركة عالم البشر مخاوفهم وهواجسهم وأحلامهم وتطلعاتهم. ويتجاذب النص عالمان، الأول هو الواقع بما فيه من قهر وتغييب واستبداد، وهروب من مواجهة هذا الاستبداد إلى جلسات المزاج والكيف، وعالم الفنتازيا الذي يقف فيه الملائكة كشهود على عالم البشر بكل ما فيهم من تناقضات. ويشتغل سعيد نوح على فكرة تعدد الأصوات وكرنفالية السرد، ويقيم ثلاثة نصوص بأصوات مختلفة وزاوية رؤية مختلفة، الملاك هو وجهة النظر المضمرة بين الصدق والكذب، الرواية منقسمة إلى ثلاثة نصوص متداخلة، نص عن حكر أبي دحروج ذلك الحكر الذي بدأ الاستيلاء عليه مجموعة من مهمشي مدينة حلوان يوم 13 أكتوبر عام 1981، وأبطاله هم نتاج تلك الحقبة التاريخية التي امتدت لثلاثين عاما. والنص الثاني هو مناقشة الكاتب الصوت الذي يمثل المؤلف الحقيقي، مناقشته الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر بداية من ثورة 1952 حتى التعديلات الدستورية في عام 2005. أما النص الثالث فهو وثائقي أو الإيهام بالوثائقية فيما سمى نقديا بالوثائقية الجديدة حيث استخدم الكاتب الشكل التوثيقي في عرض وجهة نظره فيما يحدث من تطورات في الشخصية المصرية وخاصة في علاقة هؤلاء المهمشين بالمجتمع المصري، فيبدو النص كأنه دراسة ميدانية وثائقية كتبت عن نشأة حكر أبو دحروج وأهم خصائصه السكانية وهو في حقيقة الأمر نص إيهامي تخيلي من الكاتب في محاولة للإيهام بالوثائقية. تستوحي" الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك" تقنية السرد في الليالي، وتشطر محكيها إلى قسمين، أولهما يمثل حكاية المجلس الدائرة أحداثها بين المؤلف الضمني( سعد الطالع عبود ) وأصدقاء مجلسه، والمهرج والملاك اللذين يقتحمان حكاياتهما، وتشكل المحكي الإطار للرواية. وثانيهما هو حكايات الحكر وساكنوه التي يحكيها السارد بوصفها قصة انفلتت من هيمنة المؤلف الضمني ومن ثم المؤلف الحقيقي، ويتعزز هذا التشابه بين العملين من خلال تشاكل عناصر فضاء الحكي (مجلس سهر الأصحاب ـ مجالس أهل الحكر وحكاياتهم ) وتداخل تسميتي المؤلفين الضمني والحقيق ( سعد الله الطالع عبود وسعد نوح ).