لندن ـ كاتيا حداد
يتجه الكثير من الأشخاص إلى إتباع حميات غذائية بهدف خسارة الوزن، غير أن الآثار المفيدة لإتباع نظام غذائي صحي قد تذهب إلى حد الحفاظ على صحة العيون.
ولا ننسى الأمثال التي نسمعها منذ الطفولة، التي تنصح بتناول الجزر حتى نصبح قادرين على الرؤية في الظلام، وبالرغم من مناقشة الدراسات العلمية لهذه القضية المهمة، إلا أن أغلبنا يغفلها.
ويتقبل الأشخاص إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مكون من وجبات الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، للحصول على جسم رشيق يتمتع باللياقة البدنية.
وتساعد هذه الأنظمة الغذائية على الحفاظ على صحة كل عضو من أعضاء أجسامنا، التي قد تتأثر بتقدم السن، والأمر ذاته ينطبق على صحة عيوننا.
ويزداد انتشار أمراض العيون الانتكاسية، بما في ذلك إعتام عدسة العين أو ماء العين، والزرق، ومتلازمة العين الجافة والضمور البقعي المرتبط بالعمر، ويتوقع الخبراء أن الوضع يزداد سوءًا.
ويعتبر الضمور البقعي المرتبط بتقدم السن السبب الرئيسي للعمى في العالم المتقدم، ومن المتوقع أن يزداد بنسبة 50% خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وتسبب هذه الحالات الشائعة معاناة شديدة لأصحابها، حيث يمكن أن تؤدي إلى ضرر لا يمكن علاجه وتتسبب في فقدان الرؤية.
وكشفت دراسة حديثة أجراها مركز "الصيدلية" أن 60% منا لا يدركون أن الطعام الذي نأكله يمكن أن يؤثر على صحة عيوننا، حيث يعتقد واحد من بين كل خمسة أشخاص أن ما يتناوله ليس له أي تأثير على رؤيته على الإطلاق.
وأفاد البروفيسور كريستين بورسلو من جامعة بليموث: "إن الأمر يعد مصدر قلق لأن الكثير من الناس يدركون أهمية البصر، ولكن القليل منهم يتخذ خطوات عملية فعالة للمساعدة في الحفاظ على صحة العين".
وأضاف: "لا توجد أعراض رئيسية بالنسبة للكثير من أمراض العيون، ولا يعلم المريض أنه يعاني حتى تبدأ صحة عينيه في التدهور، عندئذ تتوفر خيارات قليلة لتلقي العلاج".
وتابع: "من خلال خبرتي من النادر أن أجد أشخاص يعلمون تأثير أشياء مهمة مثل لون العين، والتاريخ العائلي والتدخين والنظام الغذائي على صحة أعينهم".
وأردف: "ومن الضروري أن يبدأ الناس في التفكير في صحة عيونهم، وما يمكننا عمله لمنع الإصابة بالأمراض الخطيرة، وضمان أن أجهزة الجسم المهمة تتمتع بصحة أفضل لأطول فترة ممكنة."
ويخشى أخصائيو أمراض العيون أن زيادة الراحة واستهلاك الأطعمة المصنعة سيلعب دورًا محوريًا في تدهور البصر في البلاد على مدى الأعوام الخمسة المقبلة إلى عشرة أعوام.
وكشف استطلاع رأي أن 75% من الذين يتبعون الحميات الغذائية، لا يعلمون العناصر الغذائية الرئيسية الضرورية لصحة العين، حيث تشمل هذه العناصر الغذائية "اللوتين، والزياكسانثين أو ريسفيراترول".
وأوضحت خبيرة التغذية، هيلين بوند، أن إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يلعب دورًا حيويًا للصحة العامة، وأضافت أن هناك أيضًا العديد من الأدلة التي تثبت أن التغذية الجيدة تساعد على تحسين صحة العيون.
وذكرت أن تناول وجبات غذائية مليئة بالعناصر الغذائية المتنوعة والمتوازنة من المجموعات الغذائية الرئيسية الأربع يمكن أن تقدم التغذية الكافية التي يحتاجها الجسم.
وأشارت إلى أن النهج المتبع في تناول الطعام تغير بشكل كبير على مدى الأعوام الـ 100 الماضية، مع الابتكار في عمليات إنتاج الغذاء.
وبيّنت أن النظام الغذائي الغربي الحالي غني بالأغذية المصنعة، والبروتينات الحيوانية والكربوهيدرات المكررة في حين تفتقر إلى الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة والفاصوليا والبقول والفواكه والخضار الغنية بالقيمة الغذائية.
وحذرت من أن سوء التغذية يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل مثل زيادة الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السكري.
وأضافت أن العديد من هذه الأمراض تشكل عوامل خطر للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، ولتجنب ذلك من المهم تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات والخبز والأرز والبطاطس والأطعمة النشوية الأخرى واللحوم والأسماك، بما في ذلك تناول 140 غرامًا من الأسماك الزيتية في الأسبوع والبيض والفاصوليا، ومصادر البروتين الأخرى ومنتجات الألبان.
وسلطت الضوء على الحاجة إلى أن تكون المجموعات الرئيسية الأربع غنية بالمغذيات اللازمة مثل ذلك الفيتامينات والمعادن "سي، وإي، والزنك، والسيلينيوم، والنحاس".
وكشفت الدراسات الحديثة أن "اللوتين وزياكسانثين الكاروتينات"، والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل "أوميغا 3 الدهنية وريسفيراترول البوليفينول"، يساعد على إعطاء العينين الفائدة الغذائية الضرورية للمساعدة في الحفاظ على الرؤية الجيدة.
وللحفاظ على صحة العيون من المهم إتباع نظام غذائي متوازن يضم أربعة عناصر:
1) مضادات الأكسدة:
أظهرت الأبحاث العلمية أن الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وخصوصًا الفيتامينات "سي، وإي، والزنك، والسيلينيوم، والنحاس"، مفيدة للحفاظ على صحة العين.
ومن المواد الغذائية الغنية بهذه العناصر، الفاكهة والخضار ذات الألوان الزاهية بما في ذلك التفاح، ومنتجات الألبان مثل الجبن واللبن، والمأكولات البحرية واللحوم الحمراء الخالية من الدهون مثل سمك السلمون ولحم البقر المفروم، والمكسرات مثل الفستق والفول السوداني.
2) أوميغا 3 S:
كشفت العديد من الأبحاث السابقة أن الأوميغا 3، تعتبر من المغذيات الرئيسية التي تساعد على تعزيز صحة القلب من خلال الحفاظ على ضغط دم طبيعي.
ويمكن أن نجده في الرنجة والماكريل والسردين، والسلمون، وشرائح لحم التونة الطازجة، فضلًا عن المكسرات مثل الجوز وبذور الكتان.
3) الكاروتينات:
تحتوي على عناصر غذائية مهمة مثل اللوتين وزياكسانثين، كما توفر الحماية للخلايا من ضرر الأكسدة والضوء الأزرق الضار.
وكشفت الدراسات آثارها المفيدة على إبطاء تطور بعض الحالات المرضية المرتبطة بالشيخوخة.
ويمكن أن نجدها في الخضروات الورقية الخضراء والفواكه ذات الألوان الزاهية مثل اللفت والسبانخ و القرنبيط والبازلاء.
4) الريسفيراترول:
أظهرت الأبحاث الناشئة أن الريسفيراترول، وهو مركب البوليفينول النباتي غني بالفوائد الصحية ويوجد في قشر العنب والفول السوداني.