الرباط - المغرب اليوم
اعتذرت وزارة الداخلية الألمانية، الاثنين، عن تقديم لحم الخنزير خلال فعاليات مؤتمر حول الإسلام عقد في برلين الأسبوع الماضي.
وقد تعرضت وزارة الداخلية الألمانية لانتقادات بسبب تقديمها وجبة من النقانق المصنوعة من لحم الخنزير، رغم معرفتها بأن ذلك اللحم يحرم تناوله على المسلمين.
ودافعت الوزارة عن قرارها بتقديم النقانق المصنوعة من دم ولحم الخنزير بالإضافة إلى لحم الخنزير المقدد بقولها إن البوفيه كان يضم العديد الأطباق النباتية واللحوم والأسماك والأطباق الحلال، مردفة “اذا كان المشاركين مستاءين لأسباب دينية فأننا نقدم أسفنا لذلك”.
بالمقابل، فإن بعض المشاركين راؤوا في اختيار “النقانق الدموية” عملية إستفزاز مقصودة من قبل وزير الداخلية المتشدد هورست سيهوفر، وفقا لموقع “دويتشه فيلله” باللغة الإنجليزية.
وقال الصحفي الألماني، من أصول تركية، تونكاي اوزدامار ، الذي كان أول تحدث عن تلك القضية: ” إن تقديم لحم الخنزير في ذلك المؤتمر يعطي انطباعا بعدم احترام المسلمين”، موضحا أنه يتناول لحم الخنزير رغم أصوله المسلمة.
كما انتقد السياسي في حزب الخضر، فولكر بيك، وزارة الداخلية، من خلال تغريدة على موقع تويتر اعتبر فيها أن “تقدير التنوع (الديني والعرقي) يعني أيضا التفكير في وجود عادات مختلفة”.
وسارع حزب البديل اليميني المتطرف في الدخول على خط النقاش ، متهما منتقدي وزارة الداخلية بشن هجوم على الثقافة الألمانية، وقال أحد اعضائه في تغريدة: “التسامح يبدأ من خلال أخذ المسالة على حقيقتها وهي أن (نقانق الدم) طعام شهي ألماني لا ينبغي أن يعجب الجميع، ولكن بنفس الوقت لا يجوز حذفه من ثقافتنا”.
وكان وهناك أعضاء في الحزب المسيحي الديمقراطي يناضلون من أجل الحفاظ على مكانة مأكولات الخنزير في بعض النظم التعليمية، وأوضح أحد أعضاء الحزب ويدعى دانيال غونتر أقواله: “إن استهلاك طعام الخنزير يشكل جزءا من ثقافتنا. لا أحد مُجبَر على تناوله، ولكن نحن أيضًا لا نريد منع الغالبية عن تناول الأطعمة المصنوعة من لحم الخنزير”.
وأضاف غونتر أنّه يُحظر المس بالألمان المعتادين على تناول لحم الخنزير، فقط لأنّ عاداتهم لا تتسق مع عادات المهاجرين واللاجئين المسلمين، وأردف: “أن معنى التسامح هو التقدير والتحمل بصبر ثقافات الطعام وأساليب الحياة المختلفة”.
وكان وزير الداخلية الألماني تسبب في إثارة جدل وضجة عندما قال في شهر مارس الماضي إن “الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا”، وأن “ألمانيا تشكلت بفضل المسيحية”.