مدريد ـ المغرب اليوم
زار وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، السبت، الشريط الحدودي الفاصل بين المدينة المحتلة سِبتة والداخل المغربي، وذلك بعد 10 أيام من الزيارة التي قام بها إلى الرباط برفقة الوفد الوزاري المرافق للملك الإسباني وعقليته إلى المملكة يومي 13 و14 من الشهر الجاري.
وكشف وزير الداخلية الإسباني خلال زيارة الشريط الحدودي الفاصل، عن المخطط الإسباني الجديد لـ"أنسنة الحدود" وجعلها "ذكية" بالاعتماد على التكنولوجية الحديثة، بدل القطع الحديدية الحادة الدموية التي تؤذي المهاجرين الذين يقتحمون السياجات الحديدة، مما يؤثر على صورة إسبانيا حقوقيا على المستوى الوطني والإقليم والدولي.
أقرأ أيضًا : وزيرا الداخلية والخارجية الإسبانيان يبدأن زيارة إلى المغرب لهذا السبب
وأكد الوزير الإسباني الذي زار الشريط الحدودي الممتد على طول 8 كيلومترات رسميا، أن نزع الأسلاك الشائكة الحادة من السياجين الحديديين المشيدين في الجانب الإسباني، قرار لا رجعة فيه، وأنه سيتم تطبيقه "في الأسابيع المقبلة"، مبرزا أن كل الشفرات الحادة المثبتة على رأس السياج سيتم استبدالها بقطع "غير دموية وغير مؤذية".
ومقابل نزع الأسلاك الشائكة والشفرات الحادة، سيتم الرَّفعُ من علوِ السياج الحديدي من ستة أمتار إلى ثمانية وإلى 10 أمتار في المناطق الحساسة التي تعرف أكثر وأكبر عمليات الاقتحام للسياجات من قبل مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن "تثبيت ثلاث مواد تجعل عملية تسلق السياجات صعبة"، وتسقيفها بـ"مواد أكثر أمنا وأقل خطورة"، ووصف الوزير المخطط الأمني الجديد في حدود سبتة بـ"الأمن ذي البعد الإنساني".
ورغم الحساسية التي تكتسيها زيارات المسؤولين الحكوميين الإسبان لسبتة التي يعدها المغاربة أرضا محتلة فإن الوزير أوضح أن "الهدف الرئيس من قدومه لسبتة هو دعم وشكر والاعتراف بعمل ومهنية الأجهزة الأمنية بسبتة، والذين يشتغلون أحيانا في ظروف صعبة ومعقدة"، وكانت الحكومة الإسبانية الحالية صادقت مؤخرا على توجيه 32.7 مليارات سنتيم في إطار مخطط تقوية وتحديث نظام حماية ومراقبة الحدود البرية الفاصلة بين الداخل المغربي والمدينتين المختلتين سبة ومليلية، وهو المخطط المذكورة تفاصيله أعلاه، إلى جانب اعتماد نظام الكشف عن الوجه في المعابر الحدودية البرية للمدينتين بدل النظام التقليدي القديم القائم على معاينة ومراقبة الوثائق الشخصية لمستعملي المعابر.
وعبر الوزير، كذلك، عن قلقله من الأوضاع الصعبة التي يعيشها المئات من القصر المغاربة غير المصحوبين في سبتة، مبينا أنه "منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يعمل مع نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت، من أجل أن يعود هؤلاء القاصرون إلى عائلاتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار دوما مصلحة القاصر".
وتجنبا لأي سوء فهم من قبل المغرب للزيارة التي قام بها إلى سبتة، أشاد الوزير الإسباني بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل المغرب لمنع تدفقات المهاجرين، بحر أو برا، إلى إسبانيا، مشيرا، كذلك، إلى "التعاون الوثيق والثابت والمخلص للمغرب في مجالي محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب".
وذكر أن "المغرب بلد شقيق وشريك وفي، والذي سأشكره دائما ودوما على الثقة والصدق والالتزام التي أبداها خلال الأشهر الثمانية الأخيرة (التي كنا فيها في السلطة)، رغم أنه يعاني أيضا من ضغط كبير في مجال الهجرة".
وقد يهمك أيضاً :
وزير الداخلية الإسباني يؤكد نية بلاده في إزالة الأسلاك الشائكة عن سبتة
وزير الداخلية الإسباني يشيد بعلاقات التعاون الأمني الممتازة مع المغرب