الرباط _ المغرب اليوم
قالت آسية بنصالح العلوي، السفيرة المتجولة للمغرب، إن بلدان الفضاء المتوسطي مدعوة إلى تحقيق دعوة المفكر الكبير محمد أركون بلمّ الشمل الفكري والروحي والثقافي لبلدان البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت العلوي، في كلمة ألقتها في الجلسة الختامية لمؤتمر السياسة العالمي في دورته الثانية عشرة مساء الإثنين بمدينة مراكش، إلى أن أكبر تحدٍّ يواجه الإنسانية هو إصلاح أضرار أكثر من 200 سنة من العصر الصناعي.
وأضافت السفيرة، أمام حضور كبير من الخبراء من مختلف دول العالم، أن الإنسانية تواجه تحدياً عالمياً ومعقداً يكمن في التغير المناخي الذي كان نتيجة الصناعة والاستهلاك المفرط، قبل أن تؤكد أن "لدى الإنسانية ما يكفي لمواجهة هذا التحدي بفضل التطور التكنولوجي المتوفر والإمكانيات الكبيرة للمحيطات والبحار اللازمة لبناء اقتصاد أزرق".
وترى المسؤولة المغربية أن على الفاعلين، من دول وفاعلين اقتصاديين ومستهلكين، تحمل المسؤولية الكاملة عبر العمل للخروج عن أنماط الحياة المُدمرة للكوكب، خصوصاً أن الفضاء المتوسطي يعتبر أكبر منطقة تتجلى فيها نقاط الضعف والمخاطر وآثار التغير المناخي.
وزادت السفيرة قائلةً: "يمكننا في هذه المنطقة أن ننجح في التحدي، وأن نكون مختبرا لباقي دول العالم، لذلك نحن في حاجة إلى شراكة بين الدول وممثلي المجتمع المدني والجهات المانحة من أجل تنفيذ برامج تقودها النساء والشباب، وتكون ملموسة وواقعية لتغيير منطقتنا إلى حال أفضل".
ويُتوخى من هذه البرامج، حسب العلوي، خلق روح تُحقق الزواج بين الديمقراطية التشاركية والفعالية والنجاعة التي يبحث عنها كل القادة. وأضافت: "عبر هذا العمل الجماعي يُمكن للمواطنين في الدول العشر في المتوسط التعارف أكثر من أجل تحقيق عيش أفضل".
وقالت العلوي إن الفضاء المتوسطي يُمكن أن يصبح مختبراً لنموذج تنموي جديد، مضيفة أن هذا الموضوع محط نقاش في المغرب للوصول إلى نموذج يلبي التطلعات على المستويين الاجتماعي والبيئي معا، مشددةً على أهمية تشجيع اقتصاد دائري بأغذية مُنتَجة في المدن، وتحرير إمكانات الاقتصاد الأزرق، وتنمية سياحة مستدامة.
وختمت المسؤولية المغربية مداخلتها بالقول: "نعم يمكن خلق المستقبل المشترك الممكن، لكن يجب تذكر وعود التاريخ التي لم تتحقق كما دعانا إلى ذلك الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، والاستجابة إلى دعوة محمد أركون من أجل لمّ الشمل الفكري والروحي والثقافي للفضاء المتوسطي".
جدير بالذكر أن النسخة 12 من مؤتمر السياسة العالمي كانت قد افتتحت السبت الماضي، واستمرت أشغالها ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من الشخصيات المرموقة مثل رئيس رواندا ووزراء سابقين، إضافة إلى خبراء في الاقتصاد والإعلام من كافة أنحاء المعمور.
ويعتبر المؤتمر، الذي يعقد سنوياً، فضاءً للتفكير والحوار حول تحديات الحكامة الدولية الكبرى، عبر فتح نقاشات حول القضايا الدولية الراهنة، وبحث سبل مواجهة التحديات، واستشراف الآفاق الاقتصادية والسياسية.
وقد يهمك أيضاً :
القضاء يدقق فى حيثيات ترويج للمخدرات الصلبة
إنطلاق فعاليات المؤتمر الافريقي السابع لطب التخدير والانعاش فى مراكش المغربية