واشنطن ـ المغرب اليوم
شكّلت مستعمرات النمل عالمًا قائمًا بذاته، ولا يزال العلماء يستكشفون أسرار هذا العالم بكل دقائقه، ودائما يصلون إلى نتائج تثير الدهشة من هذه المخلوقات التي اشتهرت بدأبها ونشاطها واجتهادها. واكتشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها في العديد من الدوريات العلمية المتخصصة، سر ما أطلق عليه "النظام الطبقي"، الذي يحكم مملكة ومستعمرات النمل.
مملكة النمل
وقالت مجلة "ساينس" Science العلمية المتخصصة إن العلماء اكتشفوا وجود "جين"، هو من يحكم "النظام الطبقي" الذي تعيش فيه مملكة النمل. وأوضحت الدراسة، التي استمر العلماء عليها لنحو 5 سنوات كاملة، أن الملكة في مستعمرات النمل، تمتلك جينا فريدا، وهو ما يجعلها في أعلى السلم "الطبقي" لمملكة النمل، بخلاف باقي النمل، الذي يعمل على خدمة الملكة فقط.
وأطلق العلماء على هذا الجين اسم "ILP2"، وهو مسؤول عن إفراز هرمون في جسد الملكة، يمنحها الخصوبة الوافرة، بعكس باقي النمل، الذي يتكاثر لمرة واحدة فقط في حياته، وهو ما يحولهم إلى عمال طوال عمرهم لخدمة "الملكة" ذات الخصوبة الوافرة.
وقالت الدراسة "الهرمون الذي يفرزه ذلك الجين يكون مسؤولا عن عملية التكاثر، فمن يمتلك هذا الجين يصبح ذات خصوبة أكبر وقادر على وضع البيض طوال حياته، ومن لا يوجد به هذا الجين يحرم من عملية التكاثر ولا يتمتع بها إلا مرة واحدة في حياته".
سلوك النمل داخل المستعمرات:
وقال دانيال كروناور، الباحث في "جامعة روكفلر" الخاصةRockefeller University في الولايات المتحدة الأميركية، هو المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن ملكات النمل يحظين بمستويات عالية من الهرمون، ما يجعلها تضع البيض باستمرار بعكس باقي النمل، الذي يتحول لرعاية الذرية الجديدة من النمل، ويصبح في ما بعد نمل عامل، وتصبح النملة البيوض عبارة عن ملكة".
وتابع كروناور: "التكاثر هو المتحكم الأساسي في سلوك النمل داخل المستعمرات، خصوصا وأن النمل يعتبر كائنا اجتماعيا، يتجاوب مع ذريته، وهو حريص أيضا على رعايتها، فيما تقوم الملكة بعملها وهو وضع البيض، في حين يفني الباقون أعمارهم في رعاية ذريتها"، وفقا للمصدر عينه.