واشنطن - عادل سلامة
يقوم معهد جورجيا للتكنولوجيا اعتبارًا من شهر يناير كانون الثاني/ يناير المقبل بعرض الحصول على درجة الماجستير في علوم الكومبيوتر من خلال حلقات دراسية عبر شبكة الإنترنت تبلغ تكلفتها جزءًا صغيرًا من تكلفة الدراسة داخل الحرم الجامعي، وهي المرة الأولى التي يُقدِم فيها معهد من معاهد النخبة على هذه الخطوة، ولو نجح المعهد في جذب آلاف الطلاب فإن ذلك سوف يُعَد بمثابة تغيير مثير في مجال التعليم العالي.
وعرضت جامعة ستانفورد قبل سنتين لدورة مجانية في الذكاء الصناعيّ تقدم إليها 170 ألف طالب، بينما يتقدم الملايين لدورات مماثلة على شبكة الإنترنت، إلا أن هذه الدورات لم تحدث تغييرًا ضخمًا، والسبب في ذلك يرجع جزئيًا إلى أن العرض لم تكن له ميزة، ولم يؤدّ إلى الحصول على درجة علمية.
ويعتزم معهد جورجيا للتكنولوجيا أن يقدم حلقة دراسية على النت لنيل درجة الماجستير في علوم الكومبيوتر بمبلغ 6600 دولار، وهو مبلغ يقل كثيرًا عن قيمة الحلقة الدراسية داخل الحرم الجامعي، والتي تبلغ 45 ألف دولار.
ويتوقع عميد كلية علوم الكومبيوتر زفي غاليل أن تشهد السنوات المقبلة وصول عدد الطلاب المتقدمين إلى عشرة آلاف طالب سنويًا الكثيرون منهم من خارج أميركا، وأهم ما يميز هذه الطريقة عبر الإنترنت أنها لا تحتاج إلى الحصول على تأشيرة دخول وإقامة.
ويعتمد البرنامج على مشاركة غير عادية من إعداد دكتور غاليل ومؤسس وادي السيلكيون في منظمة "أوداسيتي" التعليمية سباستيان ثروم عبر دورات النت المفتوحة.
ويقول بعض خبراء التعليم أن انتقال الدورات الدراسية من الدورات الفردية إلى برامج الدرجة العلمية الكاملة يُمكن أن يكون بمثابة إشارة إلى المرحلة المقبلة في مجال تطور دورات النت المفتوحة، الأمر الذي يُحدث تغييرًا هائلاً في مجال التعليم العالي.
ويوجد من يقول إن هذه الخطوة لكل من زفي غاليل وسباستيان ثرون هي المحاولة الأولى المدروسة بعمق من أجل تطبيق تكنولوجيا التعليم، والحدّ من تكاليف العملية التعليمية، والحدّ من العوائق أمام ملايين الأميركان.
وتعتمد الخطة على قيام معهد جورجيا بتقديم مضمون المنهج والأساتذة مقابل الحصول على 60 في المائة من الدخل بينما تقوم منظمة "أوداستي" بتقديم منصة الكومبيوتر وتقديم مساعدي الدورات الدراسية مقابل 40 في المائة من إيرادات البرنامج الذي تبلغ ميزانيته 3.1 مليون دولار، وبعد مرور ثلاث سنوات يمكن أن تصبح ميزانية المشروع 14.3 مليون دولار تدر أرباحًا قدرها 4.7 مليون دولار.
وستكون الدورات الدراسية مجانًا لهؤلاء الذين لا يريدون الحصول على درجة علمية، أما هؤلاء الذين يسعون للحصول على درجة علمية فإنهم سيخضعون لامتحانات ويحصلون على المزيد من الخدمات.
أما الطلبة الذين لا يستطيعون الوفاء بمتطلبات ومعاير الالتحاق المشددة، فقد يُسمح لهم بالالتحاق موقتًا، كما يسمح لهم بالانتقال إذا ما كان أداؤهم جيدًا خلال أول دورتين، أما الطلبة الذين لا يُكملون سوى عدد قليل من الدورات الدارسية فإنهم سوف يحصلون على شهادة بذلك.
ويوجد من لا يعتقد بدوام مثل هذا البرنامج، ويعتقد بأنه لن يتقدم خطوة للأمام، وذلك على الرغم من تعهُّد أصحاب البرنامج بأن يكون البرنامج متوافقًا مع معايير الجودة التي تتمتع بها مشاريع درجة الماجستير داخل الحرم الجامعي، وهناك من لا يتوقع النجاح لعملية التعليم عبر الإنترنت وانتشارها.