الجزائر – ربيعة خريس
فشلت الإجراءات التي أقرتها وزارة التربية الجزائرية، بالتنسيق مع مصالح الأمن ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، في تأمين امتحان شهادة البكالوريا وضمان عدم تسريب الأسئلة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن سيناريو بكالوريا 2016 أعاد نفسه. وانطلقت الامتحانات الرسمية، صباح الأحد، داخل المؤسسات التعليمية في الجزائر، في أجواء من الرقابة الأمنية المكثفة لمحاربة الغش، الذي أصبح هاجسًا يؤرق الحكومة الجزائرية.
وتوجه أكثر من 761 ألف طالب لاجتياز امتحانات شهادة "البكالوريا"، موزعين على مستوى 2518 مركز امتحان على مستوى الجزائر. ويبدوا أن التطور التكنولوجي هزم الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وزارة التربية الجزائرية لحماية الأسئلة من التسريب، فبعد مرور 15 دقيقة عن انطلاق الامتحانات تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لأسئلة مادتي الرياضيات واللغة العربية، باستعمال الهواتف الذكية.
وشهدت تقنية الجيل الثالث والرابع، بعد نحو ساعتين من انطلاق امتحانات شهادة التعليم الثانوي "البكالوريا"، اضطرابًا في التدفق. واعترفت وزيرة التربية، نورية بن غبريت، بتسريب أسئلة الامتحانات في يومها الأول من داخل قاعات الامتحان، مقللة من أهمية هذا التسريب. وقالت: " تداول الأسئلة بعد 15 دقيقة من انطلاق الامتحان لن يؤثر على سير بكالوريا 2017 ". وكشفت عن فتح تحقيق لمعرفة الأطراف التي تقف وراءه، مؤكدة أن العدالة لن تتسامح مع الفاعلين، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وفق القانون، في حق هؤلاء، مؤكدة أن الجهات المختصة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لضمان السير الحسن للامتحان.
ومن جانبه، كشف وزير العدل الجزائري، الطيب لوح، عن إشرافه على انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا للمسجونين في سجن الحراش، وهي مدينة تابعة لمحافظة الجزائر العاصمة، لافتًا إلى تشكيل الهيئة الوطنية للوقاية ومحاربة الجرائم المرتبطة بالوسائل التكنولوجية، والتي يترأسها قاضٍ، من أجل متابعة ومراقبة كل تسريبات أسئلة البكالوريا التي قد تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد على أن الهيئة الجديدة ستتابع هوية كل من يثبت قيامه بتسريب الأسئلة، بعد تسجيل وتأكيد عملية التسريب، لاتخاذ كل الإجراءات القانونية في حق المتورطين. وكشف تلاميذ خاضوا امتحان شهادة البكالوريا، الأحد، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، عن أن اختبار مادة اللغة العربية مر عمومًا في أجواء عادية، وتحدثوا عن الرقابة الشديدة والمكثفة التي فرضت داخل مراكز الامتحان، من أجل الحد من حالات الغش.
وليست هي المرة الأولى التي تشهد فيها امتحانات شهادة "البكالوريا" تسريبًا للأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدت امتحانات 2016 تنظيم دورة ثانية، بعد تسريب للأسئلة، لا سيما في شعبة العلوم التجريبية، وهو الأمر الذي أدى إلى إعادة تنظيم جزئي للامتحانات.