الرئيسية » تحقيقات وأخبار
محمد الجند يحمل جائزة السلام الدولية للطفل

دمشق ـ نور خوام

عانى محمد الجندي، 16 عامًا، من مشكلة مزمنة، حيث اضطر إلى الفرار من وطنه، خارج المدرسة، دون مال، ولا مكان يذهب إليه، لا شيء يستطيع القيام به، وعندما التقط كاميرا لأول مرة في مخيم للاجئين في لبنان، بدأ سلسلة من الأحداث التي انتهت به مع فتح مدرسة في المخيم عندما كان 12 عامًا، وبلغت ذروتها في ملالا يوسفزاي وهي تقدّم له جائزة، وغادر الجندي، مدينة حماة، في سورية، قبل عامين، بعد أن خطفت القوات الحكومية أمه مرتين بسبب نشاطها وهدّد بقتلها، وانتهت الأسرة في عالية، بالقرب من بيروت في لبنان، آمنة ولكن معدمة، لم يكن لديهم المال لإرسال محمد وشقيقته إلى المدرسة.

وبدا العالم أكثر إثارة للاهتمام عندما أخذ مصوّر محمد تحت جناحه، معلّقًا "أخذني والدي لرؤية مصور يدعى رمزي حيدر، بدأ تعليمي التصوير الفوتوغرافي، وهو المصور المفضل لدي، كانت هذه هي المرة الأولى التي أحمل فيها كاميرا، لم أذهب إلى المدرسة لمدة عامين، ولكن عندما بدأت في تعلم التصوير الفوتوغرافي أنهى ذلك الفراغ في حياتي، حيث ساعدني على التعبير عن نفسي وأظهر للناس كيف أعيش، أنا أحب الذهاب إلى المخيمات والشوارع والاحتجاجات وألتقط الصور للناس، في الغالب".

وأكّد والد محمد وهو فنان بصري وأمه مدرّسة رياضيات "إنهم على وعي سياسي، كما قالوا لي مدى أهمية التعليم لمستقبل سورية"، وبدأ تعليم التصوير الفوتوغرافي للأطفال في المخيمات، وبحلول تشرين الأول / أكتوبر 2017، تقول اليونيسف إن هناك 1.7 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في سورية - وحتى الأطفال المسجلين في الآونة الأخيرة يتعرّضون إلى خطر شديد من التسرب، التعليم كان حيويا بالنسبة لمحمد، ولكن ليس لجميع هذه الأسباب الواضحة.

وأوضح محمد أنّه "لم أكن استطع التعامل مع صدماتي جيدا، ولكن بعد أن بدأت العمل في المخيمات مع الأطفال كنت أعرف أنه يوجد هناك أناس يعانون من حياة أكثر صعوبة مني، لذلك توقفت عن التفكير في وضعي ولكن في الوقت نفسه بدأ الأطفال الآخرين في الحلم والابتسامة وعيش طفولتهم، بدأت التفكير بأن هناك خيارين، إما أنا ضعيف أو يمكنني أن أفكر بشكل إيجابي.

بدأت أفكر أنني أستطيع أن أجعل حياتي أفضل مما كانت عليه في سورية، وأستطيع أن أجعل نفسي شخصا أفضل."

وأدى عدم حصول محمد على التعليم الرسمي، إلى ادراكه مدى معاناة الأطفال في المخيم من الذهاب إلى المدرسة، ليس فقط حتى يتمكنوا من التعلم، ولكن أيضا حتى يتمكنوا من التسكّع معًا، وتبادل الأفكار ويصبح لهم مجتمعهم. أراد أن يفتح مدرسة في مخيم البقاع للاجئين في وادي البقاع، لكن يعلم أن ليس هناك أي شخص بالغ سيأخذ كلام طفل عمره 12 عامًا على محمل الجد ، وأوضح أفكاره في مقترح، وجعل عائلته تنقحه ووضعت أمه اسمها عليه، وتمت الموافقة على تمويل المنظمات غير الحكومية، وفتحت أبواب المدرسة في صيف عام 2014، وبدأت مع أكثر من 100 طالب، يديرها 4 معلمين فقط.

اليوم، المدرسة بها حوالي 200 تلميذ، وبعضهم من بسن الخامسة، وأيضا تضم محو أمية الكبار، وبطبيعة الحال - التصوير الفوتوغرافي، هل فوجئ الناس عندما أدركوا أن محمد هو القوة الدافعة للمدرسة؟ "بلى."، كما يقول "الآن يأخذوني بجدية"، وقد كان ذلك واضحًا تمامًا عندما حصل في كانون الأول / ديسمبر على جائزة السلام الدولية للطفل - وهي جائزة أنشأتها مؤسسة "كيدزريتس"- وسلمت الكأس مالالا يوسفزاي.

ومنح محمد، أخيرًا، حق اللجوء في السويد، لكنه قلق بشأن مستقبل مدرسة البقاع حيث أن التمويل غير واضح، ولا يريد أن يصبح منظمة غير حكومية، "نحن لا نريد الحصول على الأموال من أي شخص فقط لأننا نريد أن يكون منزل وليس مشروعا"، ولكون محمد لاجئ فهذا يعني أن يتحمل المسؤولية من أجل الحصول على نوع الحياة الذي يريده, من الصعب تكوين الأصدقاء، لأن اللاجئين السوريين المغتربين يتحركون كثيرا، حتى أن الأساسيات ليست مضمونة، والآن يجب على محمد بدء حياة جديدة في السويد، لكنه لا يبدو وكأنه سوف يجلس في انتظار الأشياء تحدث من حوله.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

حفل تخرج لطلاب مدرسة ثانوية بموقف للسيارات في بلجيكا
الإعلان عن قرارات جديدة بشأن طلاب الدراسات العليا داخل…
جامعة حلوان المصرية ضمن أفضل 500 جامعة عالمية بمجال…
جامعات إماراتية ضمن أفضل 30 مؤسسة عربية مصنفة عالمياً
المراكز الصيفية تقتحم بيوت اليمنيين في حملة تجنيد حوثية…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة