الرئيسية » تحقيقات وأخبار
الأطفال في إحدى المدارس في ليبيريا

مونروفيا ـ ريتا مهنا

تعاني ليبيريا من انعدام الأمن الغذائي، لا سيما في المناطق الريفية، حيث يعيش أكثر من نصف السكان، وهو ما دفع السيدة ساتا كالون، إلى الطبخ مع ثلاث سيدات أخريات في مدرسة Diaspora  في مقاطعة مونتسيرادو. وتعمل السيدات دون أجر في ظل وجود أطفالهم أو أحفادهم في المدرسة.

وأضافت كالون "أفعل ذلك لأنني أريد أن أشجع الأطفال على التعلم، فعندما يتناولون الطعام يكونوا سعداء، وعندما يذهبوا للمدرسة بعد تناول الطعام يكونوا في حالة جيدة"، ويتم توفير الطعام ومرافق الطهي من قبل مؤسسة Mary’s Meals، وهي مؤسسة خيرية اسكتلندية تعمل في ليبيريا، وتوفر المنظمة وجبة مدرسية يوميًا لحوالي 140 ألف طفل في 466 مدرسة عامة وخاصة في أنحاء البلاد.

وتتكون وجبات الطعام المقدمة من أرز وبازلاء مع جزء من الخضراوات التي تزرع في حدائق المدرسة بدعم من المؤسسة الخيرية، وحتى يتسنى للمحليين المشاركة في برنامج الطبخ، يجب عليهم الموافقة على تقديم التسهيلات الكافية للطبخ ومناطق تخزين آمنة للمواد الغذائية ومناطق آمنة للمتطوعين لإعداد الطعام.

وتعدّ مدرسة Diaspora مؤسسة خاصة تعمل بميزانية صغيرة مع مزيج من المعلمين، الذين يتقاضى بعضهم أجرًا ويعمل البعض الآخر متطوعًا، ويفضل كثيرًا من الآباء في ليبيريا إرسال أبنائهم إلى المدارس الخاصة الصغيرة التي تديرها المجتمعات المحلية، لاعتقادهم بأن المعايير أعلى مما هي عليه في المدارس المجانية التي تديرها الدولة، وتم تحديد رسوم المدرسة بحيث تغطي التكاليف والتي تتراوح بين 4-5 آلاف دولار ليبيري للعام الدراسي الواحد، فيما يعد ذلك مبلغًا كبيرًا بالنسبة للكثير من الآباء والأمهات.

وأكد مدير المدرسة القس إبراهيم سيساي قائلًا "في الوقت الراهن نحو ربع طلابنا خارج المدرسة لأنهم لم يسددوا الرسوم، ولا يمكن أن نسمح لهم بأداء الامتحانات في حال خروجهم من المدرسة، إنه أمر صعب ولكن إن لم نكن صارمين لن تستمر المدرسة"، وتعدّ "أساتو مسالي" (16 عامًا) واحدة من ألمح طلاب المدرسة في الصف الخامس، والتي تعطل تعليمها بشدة بسبب الفقر وأزمة فيروس "إيبولا"، لكنها تحلم بأن تصبح ممرضة بحيث يمكنها مساعدة عائلتها، ولن يتحقق طموحها إلا عند تسديد الرسوم المدرسية على الصف 12، وبعد أن أصبحت أساتو يتيمة تعيش حاليًا مع جدتها المُسنة "فاتو" والتي تسعى جاهدة لرعاية العديد من الأحفاد بعد وفاة اثنين من بناتها بسبب فيروس "إيبولا". وأضافت فاتو التي تربح دخل صغير من بيع التبغ " أنا كبيرة في العمر ولكن لا يوجد أحد آخر لرعاية هؤلاء الأطفال، ولا أحد يساعدني، ويضطر الأطفال لتبادل المواد الغذائية في طبق واحد صغير، وفي كل يوم ليس لدينا ما يكفي من الطعام".

ويعد إرسال أساتو إلى المدرسة مع وجبة طعام أو إعطائها المال لشراء غذاء أمرًا مستحيلًا بالنسبة لفاتو، فضلًا عن دفع رسوم المدرسة والكتب والزي الرسمي، ويأتي الطعام في نهاية قائمة الأولويات إلا أن التعلم الفعال يصبح صعبًا على معدة فارغة، وتعاون البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي في برامج التغذية المدرسية، مشيرًا إلى أن هذه المخططات تؤدي إلى زيادة الالتحاق بالمدارس والإدراك والتحصيل العلمي، وأشارت منظمة Mary’s Meals التي تدير برنامج الطعام في ملاوي إلى بحث أجرته، أكد الأثر الإيجابي لتناول وجبة مدرسية يوميًا للأطفال الذين نشأوا في بيئة فقيرة، وتُجري دراسات مماثلة لتقييم الأثر في ليبيريا وزامبيا.

وأوضح ألكيس كاي رئيس قسم سياسات البرامج، "تثبت نتائج ملاوي أن وجود وجبة يومية يزيد عدد الالتحاق في المدرسة ويحسن الحضور، ويسمح للأطفال بتركيز أفضل ويساعد على وصول أكبر للتعليم لدى الأطفال المهمشين، ويزيد من دعم التثقيف في المجتمع ويجعل الأطفال أكثر سعادة"، وتتفق سيساي مع هذا الرأي قائلة "منذ بدأوا العمل معنا أستطيع أن أرى تحسنًا بالفعل، كان لدينا أطفال جياع لم يتمكنوا من التركيز، ولكن الأن لديهم غذاء ويأتون إلى المدرسة مع عقول حريصة على التعلم، كما تحسن الحضور المنتظم لأنه عندما يعلم الآباء أن الأطفال يحصلون على طعام هنا فيخف الضغط عليهم في المنزل كما يشجعونهم على الذهاب يوميًا للمدرسة".

وفي مدرسة Manivalor Mesila العامة في بلدة جبل غراند كيب يتعلم 450 طالبًا في ستة فصول فقط، فضلًا عن نقص الآثاث والمواد التعليمية الأساسية، وعدم الحصول على المياه أو الصرف الصحي، وفي مرحلة الحضانة يجلس نحو 40 طفلًا على مقاعد خشبية مكسورة في انتظار وصول المعلم المتطوع، وتعدّ السبورة هي المورد الوحيد للفصول الدراسية، وأضاف إسحاق ناثانيل مسؤول التغذية في مؤسسة Mary’s Meals "هذه هي المدرسة الوحيدة القريبة ويأتي بعض التلاميذ من مناطق مختلفة، وبالنسبة للعديد من الطلاب الوجبة التي نقدمها هي الوجبة الوحيدة في اليوم حيث لا يوجد لديهم شيء للأكل، عندما يصلوا إلى المنزل ليلًا، ودون ذلك لن يستطيع العديد من الأطفال المجيء للمدرسة لأن الآباء لن يكلفوا نفسهم عناء إرسالهم للمدرسة كما أنهم سيكونوا ضعفاء للمشي إلى المدرسة".

وواصل الطالب مامبو (12 عامًا) الذي لحق بالمدرسة في عمر 8 أعوام، الحديث قائلًا "شاهدت أصدقائي يدرسون هنا وتشجعت للمجيء، ووالدتي أرملة وكانت قلقة كين سنتدبر الأمر لأن المدرسة بعيدة، ولكن عندما أخبرتها أنني سأحصل على وجبة يومية هناك وافقت أن أذهب"، ويعتقد ناثانيل أنه دون برنامج التغذية كانت المدرسة أغلقت أبوابها لعدم وجود أعداد من التلاميذ، واعتادت المدرسة أن تكون إسلامية، ويتم تدريس القرآن بالعربية، ولكن المدرسة تقدم حاليا الإنجليزية وتعلم كل الأطفال المسلمين والمسيحيين".

وتابع ناثانيل "عززت الوجبة من عدد الأطفال الذين التحقوا بالمدرسة ما شجع المدرسة على تقديم منهج أوسع، والأن بعد أن زاد عدد الطلاب في المدرسة يمكننا العمل لمساعدتهم على تحسين خداماتهم، مع إحضار منظمات غير حكومية أخرى للمساعدة في أشياء مثل البناء أو الصرف الصحي، هدفنا الرئيسي هو تغذية التلاميذ ولكن تأثيرنا يذهب إلى أبعد من ذلك"، ويقول سليما بريمو ممثل ليبيريا لدى منظمة اليونيسيف، أن الجهود في ليبيريا تركز على تعزيز التسجيل والاحتفاظ بالتلاميذ في المدارس.

وأردف بريمو "ليتمكن أطفال ليبيريا من تحقيق كامل طموحاتهما نحن بحاجة للتأكد من بذل جهود شاملة متعددة الأوجه، فضلًا عن العميل على تنسيق تلك الجهود بحيث تعزز بعضها البعض، ويجب حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بحيث يتمتعوا بصحة جيدة تساعدهم على الذهاب إلى المدرسة، ويحتاج الطلاب للحصول على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في المنازل والمجتمعات، مع ضرورة إتاحة خدمات تعليم جيدة مستدامة بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية التي جاء منها الطفل، ومن مسؤولية الجميع توفير تلك البيئة للطفل سواء كانت العائلات، أو المجتمعات المحلية، أو الحكومة وشركائها".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

حفل تخرج لطلاب مدرسة ثانوية بموقف للسيارات في بلجيكا
الإعلان عن قرارات جديدة بشأن طلاب الدراسات العليا داخل…
جامعة حلوان المصرية ضمن أفضل 500 جامعة عالمية بمجال…
جامعات إماراتية ضمن أفضل 30 مؤسسة عربية مصنفة عالمياً
المراكز الصيفية تقتحم بيوت اليمنيين في حملة تجنيد حوثية…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة