الرئيسية » تحقيقات وأخبار
علم الأعصاب

لندن - سليم كرم

يهتم الكثير من المعلمين بعلم الأعصاب وعلم النفس والذاكرة والدافع والفضول والذكاء والعزم في مجالهم، وهذا أمر غير مستغرب، إلا أن علم الأعصاب وعلم النفس موضوعات معقدة ومختلفة بعض الشيء ولديها الكثير من المحاذير، وبالرغم من إحراز بعض التقدم بطريقة تساعد الطلاب لا يزال هناك فجوة بين الأبحاث في المختبرات وما يحدث في المدارس.

وتشير معظم النظريات العصبية المنتشرة في المدارس إلى أن كل الناس لديها نفس التفسيرات العصبية، وتظهر بعض البحوث أيضًا أن التفسيرات المرفقة بصورة للدماغ تقنع الناس بصحتها.

وتوضح مديرة مشروع ويلكوم ترست، ليا كوميسر، أن هناك عدة أسباب حول النظريات العصبية، وتبين: "يبدو أن هذه النظريات ما تزال قائمة لأنها سهلة الفهم، وتناسب المراقبة اليومية، وهي سهلة التنفيذ ومنتشرة بشكل كبير، ولكن للأسف عدد قليل منها لديه بالفعل نتيجة على عملية التعلم".

وتُعتبر هذه النظريات بمثابة أساطير شعبية موجودة في المدارس، ومن أهمها تلك التي تتعلق بأساليب التعليم، وتحديدًا تلك التي تنص على أن الطلاب هم أدوات سمعية وبصرية، وأنهم سوف يتعلمون أكثر لو كانت الطريقة تطابق النمط المفضل لديهم، وبالرغم من عدم وجود دليل لدعم هذه النظرية، فان بحث أجرى في عام 2012 أظهر أن 93% من المعلمين البريطانيين يؤمنون بها.

وتتجاهل هذه الأسطورة أن كل طالب فريد عن الآخر، ولديه شخصية مختلفة وخبرة وجينات مختلفة أيضًا، وبالغالب يتوجب على المعملين تمييز الأطفال لضمان أن كل منهم يحرز التقدم المطلوب منه بقدر ما يستطيع، هذا إلى جانب أن الطلاب ربما لديهم طريقة يفضلونها في التعليم، وبالتالي فإذا استطاع المعلم أن يخلق طريقة تلاقي توقعاتهم فانه بالتأكيد سيحصل على نتائج أفضل.

ولفت المعلم توم بينيت مؤخرًا الانتباه إلى مشكلة هذه الأسطورة التي جري تدريسها في تدريب المعملين من خلال موقع التواصل الاجتماعي توتر، لافتًا الانتباه أنها في الواقع نظرية لا تمت للواضع بصلة وألا وجود أدلة تثبت صحتها، ورصت 5000 جنيه أسترليني كمكافأة لمن يستطيع أن يثبت أن هذه الأسطورة يمكن أن تساعد، وفي الواقع فإن البحوث المستقبلية ستساعد في القضاء علي هذه النظرية، مع نتائج تشير أن تعليم الطلاب معلومات جديدة باستخدام الحواس المختلفة تؤدي إلى نتائج أفضل.

وتقضي أسطورة أخرى في المدارس أن الطالب يستخدم 10% فقط من دماغه في التعلم، وهي واحدة من الأكثر انتشارًا، وفي نفس الوقت غير صحيحة على الإطلاق وخصوصًا في الوقت الذي استطاع فيه العلماء أن يدرسوا الدماغ وتفاصيله بشكل أفضل، فإذا كان الإنسان بالفعل يستخدم 10% فقط من دماغه فان أحد هؤلاء العلماء سيكتب شيء عن هذا ولكن هذا ما لم يحدث أبدًا.

ويعتقد الكثير من الناس أن ألبرت أينشتاين هو من وضع هذه النظرية أولا، وهو لم يفعل،  في الواقع أينشتاين لم يقل نصف الأشياء المنسوبة إليه اليوم، وهي بالفعل أسطورة تحد من قدرة وإمكانية الانسان على فعل الأشياء، وستشير العديد من الدراسات المستقبلية إلى خطأ هذه النظرية.

ويؤمن 91% من المعلمين أن الفرق بين الفص الأيمن والأيسر في الدماغ هو السبب في الفروق الفردية بين الطلاب، ويعتقدون أن الأشخاص الموضوعيون والعقلانيون هم الذين يعتمدون على الجزء الأيسر من الدماغ، في حين أن الأشخاص الذين يعتمدون على الجزء الأيمن هو خلاقون ومبادرون أكثر.

وتعود أصول هذه النظرية إلى الستينات حيث وجدت دراسة على المرضى الذين يعانون من الصرع أنه عند غياب التواصل بين النصف الأيمن والأيسر من الدماغ فإن كل نصف يتصرف على حدى وبشكل مستقل ما يحدث تشويش في سلوكيات المرضى.

وخلص العلماء أن أيًا من نصفي الدماغ مسؤول عن نوع شخصية الإنسان، وهو ما يدمر هذه الأسطورة، وبالتالي يشجع الطلاب على بذل المزيد من الجهد في مواد كانوا يعتقدون أن دماغهم غير مصمم لها بالفطرة.

وتعتقد أسطورة أخرى أن لعب ألعاب العقل تؤدي إلى تحسن الذاكرة والتركيز والذكاء، وهي نظرية يؤكدها الأشخاص الذين يحبون هذه الألعاب ويبرعون فيها، ولكن ظهرت أدلة أن هذه المهارات قليلا ما تكون مفيدة عند اختبارها في سياقات مختلفة.

وروجت لهذه الأسطورة شركات الألعاب التي ترغب في الاستفادة من اهتمام الناس بعلم الأعصاب، وتحقق أرباح، ولكن تظهر الأبحاث أن ألعاب العقل لا تجعل الإنسان أكثر ذكاء ولا تحسن التفكير، وأشارت بعض الأبحاث إلى أن هذه الألعاب يمكن أن تكون مفيدة في مكافحة الزهايمر ولكن واحدة من الدراسات الرائدة قالت ألا دليل على ذلك.

ويحتاج المعلمون إلى عيون ناقدة في مجالات علم النفس والأعصاب ليتمكنوا من مساعدة الطلاب على تحقيق تعلم أفضل، وبالتالي عليهم الإلقاء بالأساطير والخرافات واستبدالها بمقترحات عملية لمساعدة الطلاب والتي تدعمها البحوث ذات المصداقية.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

حفل تخرج لطلاب مدرسة ثانوية بموقف للسيارات في بلجيكا
الإعلان عن قرارات جديدة بشأن طلاب الدراسات العليا داخل…
جامعة حلوان المصرية ضمن أفضل 500 جامعة عالمية بمجال…
جامعات إماراتية ضمن أفضل 30 مؤسسة عربية مصنفة عالمياً
المراكز الصيفية تقتحم بيوت اليمنيين في حملة تجنيد حوثية…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة