دمشق - جورج الشامي
اشتدّت المعارك في ريف دمشق، مع التقدّم اللافت الذي أحرزه مقاتلو المعارضة، بالتزامن مع رد فعل من قبل القوات الحكوميّة، عن طريق شنّ قصف عنيف استهدف مناطق عدة في المدينة، فيما أعلنت كتائب "الجيش الحر" سيطرتها على عددٍ من القرى في ريف حلب الجنوبي، خلال العملية التي تهدف إلى قطع طريق إمدادات دمشق.
وسقطت ثلاث صواريخ "أرض - أرض" شديد أدت
الى دمار هائل في "جورة الشرباتي" في حي القدم جنوب العاصمة دمشق، في الوقت الذي قامت فيه القوات الحكومية باعتقال ثلاثة شبان من الحديقة المقابلة للمركز الثقافي في الزاهرة القديمة، ورُصد انتشار أمنيّ كثيف في سوق الجمعة، وساحة الشيخ في الصالحية، في حين أفاد ناشطون في ساحة باب مصلى، أن "سيارة أمنية توقفت ونزلت منها شابة من دون ثياب تستر جسدها، فجلست في الطريق قرابة 30 دقيقة، حتى اقترب منها أحد الشبّان المارين وأعطاها معطفه"، من دون ذكر تفاصيل أخرى"، كما سقطت قذيفة "هاون" في "الصناعية" بالقرب من الساحة المجاورة لكراجات السيدة زينب، من دون ورود أنباء عن وجود ضحايا، وتسببت قذيفة أخرى سقطت بالقرب من مستشفى دار الشفاء في إصابات عدة.
ونعت صفحات مؤيدة لدمشق، قائدًا في جيش الدفاع الوطني، بعد مقتله في دمشق، و قالت "إن الدفاع الوطني ( قطاع التجارة) يزفّ الملازم شرف سمير الباروكة، الذي استشهد في الغوطة الشرقية، أثناء قيامه بواجبه المقدس في حماية الأرض والعرض من رجس عصابات الإجرام"، في حين نشر ناشطون في الريف الدمشقي، أسماء قتلى سقطوا جرّاء القصف الذي طال بلدة دير عطية، وهم (الممرض طارق دعبول ـ الطفل محمود الباشا - السيدة أمينة عبدالرحمن بطال أم نائل ـ رجب أحمد البرغل (أبو أحمد الكحل) - فاطمة باكير ( زوجة المرحوم أبو حسين المش) - عبدالله توفيق التيجار (أبو توفيق)".
ولا يزال الأوتستراد الدولي في القلمون مقطوعاً بالكامل، لليوم السادس على التوالي، بسبب المعارك التي أدت إلى منع مرور أي شيء متحرك سواء كان مدنيًا أو عسكريًا، مع قصف عنيف يطال أطراف الأوتستراد، فيما شنّ الطيران الحربيّ أكثر من 20 غارة جوية على مدينة النبك، مما أدى إلى مقتل العشرات وسقوط جرحى، فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة، في صورة مشابهة لما تسبب به القصف الذي طال دوما والضمير والمعضمية، التي حاولت القوات الحكومية اقتحامها من دون جدوى، في حين قصفت القوات الحكومية بلدة جيرود من "اللواء 20"، بالإضافة إلى قصف مماثل من القلمون طال يبرود، من دون أية معلومات عن وجود ضحايا.
واستهدفت القوات السورية القابون بصواريخ "غراد"، بالتزامن مع قصف مدفعيّ، ودارت في سيدي مقداد اشتباكات عنيفة، وأخرى مشابهة على جبهة الأندلس، في حين شهد حي القدم، اشتباكات دارت على جبهتي بورسعيد والمادينة، في ظل تجدد القصف المدفعي العنيف على المباني السكنية في الحي، كما تجدد القصف المدفعيّ العنيف على المباني السكنية في مساكن برزة مخلفًا دمارًا واسعًا، في الوقت الذي تعرضت فيه منطقة الحجر الأسود إلى قصف مدفعيّ عنيف، بالتزامن مع اشتباكات قوية بين الجيش الحر وقوات الحكومة دارت على أطرافه، كما تعرضت المباني السكنية في جوبر لقصف بقذائف الهاون.
وأعلنت كتائب المعارضة، سيطرتها على قرى عدة في ريف حلب الجنوبي، خلال العملية التي تهدف إلى قطع طريق إمدادات الحكومة، وقالت كتائب مقاتلة، في بيان لها، "إن تمت السيطرة على(رسم الشيح - رسم عكيرش - ديمان - رسم الحلو - الحسينية - صدعايا - مداجن رسم الشيح - حريبل - مداجن عزان - مزارع عزان)، وهي من القرى التي احتفل الإعلام الحكومي بالسيطرة على بعض منها قبل أسابيع.
وأفادت مصادر ميدانية، أن هذه السيطرة تأتي في المرحلة الثانية لمعركةٍ أطلقت عليها المعارضة اسم "جيش العسرة"، والتي يشارك فيها كلٌ من تجمّع "ألوية فاستقم كما أُمرت"، وتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام"، بالإضافة إلى حركة "أحرار الشام" ضمن ما يعرف بـ"الجبهة الإسلاميّة".
وذكر ناشطون، أن مقاتلي المعارضة في الريف الجنوبي تصدّوا لمحاولة القوات الحكومية التسلل إلى قرية أم جلول، واستولوا على سيارة "بيك آب"، بعد قتل عناصرها، فيما شنّ الطيران السوريغارة على بلدة مسكنة في الريف الشرقي، من دون وجود أنباء عن أي إصابات، في حين انقطع الخبز عن بلدة دير حافر بشكل كامل، بسبب نفاد الدقيق منذ خمسة أيام.
وأكدت مصادر إعلامية معارضة، أن معبر كراج الحجز شهد، الأحد، حركة طبيعية ذهابًا وإيابًا، بعد أن تم فتحه منذ التاسعة صباحًا، مع عدم تسجيل أية حالة قنص حتى الآن، بعد ـن أعيد فتح المعبر السبت، عقب أسبوع كامل من الإغلاق، مما أدى إلى كارثة إنسانية عانى منها الحلبيون، سواء في المناطق المُحررة أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وكان أكثر المتضررين المرضى والموظفون وطلاب الجامعات.
وأعلنت الهيئة الشرعية في حلب، إغلاق المعبر قبل أسبوع لدواعٍ "أمنية"، و لتكرار حالات القنص من قبل قوات الحكومة، قبل أن تعلن أنها ستقوم بفتحه لساعتين وللحالات الإنسانية فقط، السبت، إلا أن تدفق الآلاف من المدنيين إلى المعبر، أدى إلى فتحه بالكامل.
ولليوم الثالث على التوالي، لاتزال حلب من دون كهرباء، بعد انقطاع آخر خطوط الإمدادات الواصلة إلى المدينة جرّاء القصف والاشتباكات، مع اتهامات معتادة من قبل قوات الحكومة باستهداف الخطوط من قبل "الإرهابيين"، في حين أكدت المبادرات الأهلية التي تقوم بالإصلاحات عادة، أن التيار من المرجح عودته الأحد، بعد إنهاء الجزء الأكبر من عمليات الصيانة في الزربة وأورم.
وشهدت منطقة المواصلات القديمة في القسم الشرقي من حلب، والواقعة تحت سيطرة كتائب المعارضة، اشتباكاتٍ عنيفة بين قوات المعارضة والقوات السورية، امتدّت حتى صباح الأحد.
وقد تحدّثت شبكات إعلامية مقرّبة من المعارضة المسلحة، عن انسحاب قوات الجيش الحكومي وتركه للجرحى في ساحة المعركة، وذلك بعد هجومٍ مركّز لكتائب المعارضة على مواقع عدّة يتحصن بها مقاتلو الجيش السوري المدعومين بعناصر من "حزب الله" اللبناني، وأدّت الاشتباكات إلى مقتلِ عددٍ من مقاتلي قوات الحكومة و"حزب الله"، يُقدّر بالعشرات، وانسحابِها من المباني والسيطرة عليها بشكل كامل من قِبل المعارضة.