تونس - أسماء خليفة
بدأ اجتماع اللجنة المركزية للحزب "الجمهوري"، خامس مكونات "الاتحاد من أجل تونس"، مساء السبت، في محافظة سوسة، شرق تونس، حيث من المرجح أنَّ تسيطر فرضيّة الخروج من تحالف "الاتحاد من أجل تونس" على مداولات هذا الاجتماع، الذي تعود له القرارات الكبرى للحزب.
وأكّدت مصادر
من داخل الحزب "الجمهوري"، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "غالبيّة صلب الحزب تدفع باتجاه مغادرة هذا التحالف، الذي تم الإعلان عن تشكّله بداية العام الجاري، ويضم أحزاب نداء تونس، والمسار الديمقراطي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي، وحزب العمل الوطني الديمقراطي".
وأوضحت المصادر أنَّ "فرضيّة مغادرة هذا التحالف واردة، لاسيما ما بعد مغادرة مساندي فكرة الانضمام إليه للحزب، من بينهم الأمين العام التنفيذي للحزب الجمهوري سابقًا ياسين إبراهيم، الذي انسلخ عن الجمهوري، وعاد للساحة في حزبه آفاق تونس، وكذلك انشقاق سعيد العايدي، وتشكيله لحزب جديد، يحمل تسمية التيّار الديمقراطي".
وأشارت المصادر إلى أنَّ "الجمهوريون سينظرون في مراجعة موقع الحزب داخل الاتحاد من أجل تونس، نظرًا إلى الاختلاف الحاصل في وجهات النظر، والمواقف إزاء المسائل السياسية المركزية، خلال مفاوضات الحوار الوطني، الأمر الذي دفع بالجمهوري إلى تعليق مشاركته في الحوار الوطني".
وبيّنت المصادر أنَّ "الجدل سيحتد في اجتماع سوسة، بين غالبيّة تؤيد مغادرة التحالف، وقيادة تدفع باتجاه التريث في هذا القرار"، مضيفة أنَِّ "رئيس الهيئة السياسية للحزب أحمد نجيب الشابي هو من يدفع باتجاه التريث في هذا القرار، على اعتبار أنَّ الظرف السياسي لا يسمح بالخروج المبكر من هذا التحالف، وذلك كي لا تحمّل المعارضة الجمهوري مسؤولية ضرب الاتحاد من أجل تونس، وجبهة الإنقاذ المعارضة من وراءه".
ولم تستبعد المصادر "فرضيّة خروج الحزب من هذا التحالف مستقبلاً، وتغيير تحالفاته السياسية، على اعتبار أنَّ المشهد السياسي سيتغير مطلع العام المقبل، مع خروج أحزاب الترويكا من الحكم، واستعداد الأحزاب للانتخابات الجديدة، الأمر الذي سيفرز خارطة تحالفات سياسية جديدة في الساحة".
ولفتت المصادر إلى أنّه "تظل إمكان بناء تحالف واسع قد يضم إسلاميين وعلمانيين في جبهة واحدة، شبيهة بجبهة 18 أكتوبر، التي تشكلت خلال العام 2005، في مواجهة نظام بن علي، مسألة واردة، لاسيما أن أحمد نجيب الشابي سيبحث عن تحالف جديد، يقوده إلى تولّي منصب في الدولة".
يذكر أنَّ جلسة السبت لاجتماع اللجنة المركزية للجمهوري ستكون مغلقة، ومن المنتظر أنَّ تعقد قيادة الحزب مؤتمرًا صحافيًا، الأحد، بغية الإعلان عن نتائج مداولات هذا الاجتماع.