تونس - أسماء خليفة
يتخوف التونسيون من استمرار الأزمة السياسيّة خلال العام الجديد، بالرغم من إعلان الرباعي الراعي للحوار الوطني رسميًا منذ حوالي أسبوعين عن اسم مرشّح رئاسة الوزراء الذي سيخلف الأمين العام المساعد لحركة "النهضة" الإسلاميّة علي العريض.
وتعود أسباب هذه التخوفات إلى تواصل الغموض بشأن تركيبة وشكل حكومة مرشّح رئاسة الوزراء مهدي جمعة بالإضافة إلى التصريحات
التي يطلقها قياديو حركة "النهضة" بشأن مدى مغادرة الحكومة. ولم تتضح الصورة بعد للرأي العام التونسي ما إنّ كانت الحكومة المقبلة ستكون مطعّمة بعناصر من أحزاب "الترويكا"، خصوصًا أنّ وزير التجارة عبد الوهاب معطر، عن حزب "المؤتمر" من أجل الجمهورية، أعلن في وقت سابق رفضه تسليم حقيبته الوزارية أو هي ستكون فعلاً حكومة كفاءات مستقلة.
كما تعود هذه التخوفات إلى استمرار الجدل تحت قبة المجلس الوطني التأسيسي بين شقي المعارضة والسلطة بشأن قانون المال للعام الجديد، وهي مؤشرات ينظر إليها الشارع التونسي بعين الريبة أملاً في وقف الجدل السياسي خلال العام الجديد. وما تزال تعلق في أذهان التونسيين صورًا كثيرة لاهتزازات الساحة السياسيّة على وقع جدل سياسي تحول أحيانًا إلى عنف لفظي وتراشق بالتهم بين القيادات السياسيّة وصولا إلى محاولات فض الاجتماعات الشعبية للأحزاب بالقوّة بدليل تعنيف أمين عام حزب "الوطن الموحد" شكري بلعيد، ومحاولة فض اجتماعه بأنصار الحزب في المحافظة بالقوة. ووصلت حدة الجدل السياسي إلى العنف والاغتيال الذي راح ضحيته قياديين من تحالف "الجبهة الشعبية" شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
كما يتخوف التونسيون من زيادة حدة الأزمة الاجتماعيّة والاقتصاديّة خلال العام الجديد، وطرقت أبواب التونسيين هذا العام ظواهر اجتماعيّة غريبة تمثّلت في استقطاب الشباب للانخراط في الحرب الأهليّة السوريّة تحت مسمى الجهاد، كما تم استقطاب عددًا من التونسيات للانخراط في ذات الحرب تحت مسمى "جهاد النكاح". الأمر الذي جعل السلطات وناشطو المجتمع المدني يطلقون صيحات فزع لوقف نزيف تسفير الشباب من قبل غرباء للتورط في اقتتال داخلي بين السوريين. في المقابل زادت على الحدود التونسيّة حدة التهريب الأمر الذي أصبح يهدد الاقتصاد الوطني وشهد الدينار التونسي تراجعًا حادًا مقابل العملات الأجنبيّة. وأسهمت العمليات "الإرهابيّة" التي تواترت خلال 2013 في إرباك الاقتصاد التونسي من ذلك تراجع نسبة الاستثمار وتراجع عائدات السياحة واستمرار أزمة البطالة.
وتستمر المخاوف مع حلول احتفالات رأس السنة الجديدة من وقوع عمليات "إرهابيّة" بالرغم من تطمينات وزارة السياحة وتأكيداتها ارتفاع حجم الحجوزات في الفنادق.