حلب – هوازن عبد السلام، حمص – عادل نقشبندي
حلب – هوازن عبد السلام، حمص – عادل نقشبندي
فيما تجدد الاقتتال بين الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" والجيش "الحر" في حلب، أعلن العقيد عبد الجبار العكيدي قائد المجلس العسكري الثوري في حلب استقالته من قيادة المجلس احتجاجاً على تشرذم المعارضة السياسية والعسكرية، وخذلان المجتمع الدولي للثورة السورية.
وقال العكيدي في بيان مصور بُثَّ اليوم إن الثورة السورية "أسقطت الأقنعة عم المجتمع الدولي
الذي ثبت قبحه و خذلانه للشعب السوري و الثورة السورية".
وهاجم العكيدي من يسمون أنفسهم معارضة في الخارج وقال "إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وهم يلهثون وراء المناصب"، كما هاجم القادة العسكريين الذين تسابقوا على أن "يكونوا ملوكاً و أمراء على كيانات واهية".
وأعلن العكيدي أن استقالته جاءت لتفسح المجال أمام دماء جديدة لتقود المجلس، وبعد تعنت البعض ورفضهم توحيد الصف، ما أدى إلى العديد من الخسارات و آخرها خسارة "السفيرة ".
وفي سياق متصل نفت مصادر ميدانية من بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي أن يكون لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام أية مشاركةٍ في معارك السفيرة، والتي انتهت بسيطرة الجيش الحكومي على البلدة منذ أيام.
وأكّدت المصادر أن قوات المعارِضة التي قاتلت في السفيرة ضمّت كلاً من حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، بالإضافة إلى لواء التوحيد وجبهةِ النصرة، وكتائب وفصائل أخرى ليس من بينها تنظيم دولة الإسلام.
كما نفى مركز السفيرة الإعلامي ببيانٍ صدر عنه أمس كلّ ما تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي عن الدور الذي قام به تنظيم دولة الإسلام، مؤكداً أن المعارك كانت "طاحنة" وأن قوات المعارضة كانت بحاجة إلى أية مؤازة، إلا أن التنظيم لم يشارك نهائياً.
في غضون ذلك أعلنت الفرقة 16 التابعة للحر والّتي ينضوي تحت لوائها "شهداء بدر" أمس عن تنفيذ ما أسمتها بـ"عملية نوعية" على حاجز تابع لدولة الإسلام في العراق والشام تحت جسر الشقيف بحلب.
وأشارت الفرقة في إعلانها إلى مقتل سبعة عناصر من "الدولة" إلى جانب مقتل "عنصر" وإصابة آخر من مقاتليها. كما تحدثت الفرقة عن اغتنامها لعربتي "دوشكا".
العملية التي أسمتها فرقة "الحر" بـ"النوعية" جاءت على خلفية الاشتباكات والاقتتال بين لواء "شهداء بدر" و"دولة الإسلام في العراق والشام"، والتي أسفرت عن سيطرة "الدولة" على عدة حواجز تابعة للواء وأسرت عددا كبيرا من عناصره، ما دفع الفرقة لإصدار بيان تعهدّت فيه بمقاتلة "داعش" والانتصارلـ"شهداء بدر".
في المقابل أعلن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام بأنه سيبدأ حملةً عسكرية تستهدف لواء شهداء بدر، أحد التنظيمات المعارضة المقاتلة في حلب، بسبب ما وصفه التنظيم بأنه عمليات سلبٍ ونهبٍ وقتل يقوم بها اللواء تجاه المدنيين.
وبيّن التنظيم أن اللواء قد قام "بأسر المسلمين الأثرياء وطلب الفدية"، وأخذ الممتلكات بقوة السلاح، كما اتهم عناصره بتعاطي وترويج وتجارة المخدّرات، وقال إن اللواء قام "بالتضييف على المجاهدين".
واتهم التنظيم لواء شهداء بدر بأنهم قاموا بقتلِ عنصرين منه وجرحِ وأسرِ آخرين.
ودعا التنظيم مقاتلي اللواء إلى تسليم أنفسهم "للقضاء الشرعي للدولة الإسلامية وإعلان توبتهم".
الى ذلك استمر القصف صباح اليوم الاحد على بلدة الحصن في ريف حمص وقرية الزارة المجاورة لها بجميع انواع الأسلحة من قبل قوات النظام المتمركزة في القرى المجاورة.
وتطبق قوات النظام حصاراً خانقاً على الحصن منذ أشهر وعلى الزارة منذ أكثر من أسبوع، بينما وردت أنباء لم يتمّ التأكد من صحتها بعد عن ارتكاب مجازر بحق عائلاتٍ مدنية في الزارة.
وبيّن ناشطون مدنيون أن العملية العسكرية في الزارة جاءت "رداً على اقتحام قوات المعارضة لنقطةٍ أمنية في قرية شلوح"، والذي أسفر عن مقتلِ عدّة عناصر من الأمن وقوات الشبيحة الموالية للنظام ومجنّدين في الجيش النظامي.