أغادير - عبد الله السباعي
أسدل الستار في وقت متأخر من مساء السبت على أشغال المنتدى السنوي للجمعيات بمدينة تيزنيت المغربية، والذي ينظمه المجلس البلدي لمدينة تيزنيت تحت شعار "المجتمع المدني و الفاعل العمومي.. أية آليات للتقييم و الحكامة" ، وذلك بحضور عامل إقليم تيزنيت و بمشاركة عدد من الجمعيات المحلية و شركاء المجلس البلدي في عدد من المشاريع.
و قد جرى في اللقاء تقديم عروض حول المنهجية الحلزونية
للمجلس الاوروبي، لتقوية القدرات في مجال تدبير النفايات المنزلية ببلدية تيزنيت و الجماعات المجاورة، فضلا على عرض و تقييم نتائج ورشات المنتدى في نسخته الحالية، كما تم في موازاة ذلك، تنظيم صالون لعرض أنشطة و انجازات الجمعيات.
وتطرق المنتدى خلال أشغاله إلى محاور مرتبطة بتتبع و تنفيذ المخطط الجماعي للتنمية، مخطط إنقاذ المدينة العتيقة و تأهيلها و لا سيما المرحلة الثالثة منه، الاستراتيجية الثقافية لجهة سوس ماسة درعة، برنامج تقوية لـوكالة التنمية الاجتماعية، التعريف ببرامج تهم الجوانب التثقيفية و التدبيرية لعدد من الفاعلين المحليين و الجهويين و الوطنيين و الدوليين وخاصة من اوروبا و اليابان.
وأعلن رئيس المجلس البلدي أن موعد المنتدى النسوي للجمعيات أضحى فضاء لحضور و اسماع صوت المجتمع المدني و مكسبا مهما لا بد من صيانته و تقويته، إيمانا من الجميع بجدوى المقاربة التشاركية التي اعتبرها مدخلا أساسيا لإشراك المجتمع المدني في تقاسم القضايا و انتظارات التدبير المحلي في إطار علاقة مبنية على التعاون و التتبع وفق الملاحظة و النقد البناء، و كذلك مجالا لممارسة المثلى في سجلات تقييم العمل الجماعي و الترافع و الضغط على أجندة الفاعل الجماعي انسجاما مع الادوار الدستورية الجديدة لهذا الفاعل، خاصة في إرساء و مأسسة الديموقراطية التشاركية.
و ركز رئيس المجلس البلدي في مداخلته على ان "تنظيم المنتدى يأتي في إطار النهج التشاركي و التواصلي للبلدية مع المجتمع المدني المحلي كشريك في كل المقاربات التنموية، و تماشيا مع مقتضيات الميثاق الجماعي في ترسيخ الحكامة المحلية الجيدة عبر الانخراط الإيجابي لمختلف مكونات المجتمع المدني و الفاعلين العموميين في مجال التنمية المحلية، و مساهمتهم في تقاسم الشأن المحلي، و اقتراح توصيات عملية بشكل تشاركي، و هو ما من شانه أن يعزيز موقع النسيج الجمعوي في المشاركة في الحياة الجماعية بكل تفاعلاتها اليومية و ليس المناسباتية".
من جهة أخرى اعتبرت أرضية المنتدى السنوي الثامن، و التي تمت تلاوتها في أشغال اللقاء، أن من دواعي تقييم الشراكة هو الوصول إلى فعالية جماعية مبنية على عناصر القدرة التقريرية للجماعة في التأثير على السياسة المحلية و مدى ثقة الجمعيات في الدور التشريعي للجماعة (الفعالية)، تمثيل مصالح المواطنين، و تقريب رؤى المجتمع المدني في إطار مبني على الاعتراف بوجود فئات لها مصالح متضاربة و متباينة (التمثيلية) و التجاوبية مع مجموعة من المستجدات، و الانخراط في برامج حداثية تتقاطع منهجيا، و قناعات الجماعة مع تحليل للأحداث و المستجدات السياسية و الاجتماعية الآنية فضلا عن تحدي و تدبير الصراعات و العمل على تقليص كل مظاهر الصراع الاجتماعي بشتى الطرق .
و قد تمت المصادقة في اختتام أشغال المنتدى على 25 توصية في مجال الرياضة و الشباب، 20 توصية في مجال التجارة و السياحة و الحرف، 14 توصية في مجال البيئة و مبادرة الاحياء و إعداد المجال، 15 توصية في مجال التربية و التكوين، 16 توصية في مجال الصحة و الشأن الاجتماعي و التضامن فضلا على 15 توصية في مجال الثقافة و التراث.
كما تم توقيع اتفاقيات شراكة مع 7 جمعيات تنشط في المجال الرياضي على مستوى المدينة يتم بموجبها توفير المستلزمات الرياضية لهذه الجمعيات و الاستفادة من التجهيزات و البنيات التحتية و المرافق الرياضية التي تسيرها البلدية، فضلا على تحمل جزء من مصاريف تنقل عدد منها لإجراء المنافسات الرياضية خارج المجال الحضري لتيزنيت.