واشنطن - رولا عيسى
أصيب رجل مسلم فجأة بتمدد في الأوعية الدموية بالدماغ تسببت في سقوطه في غيبوبة، تحول إلى بعدها المسيحية بعد استرداد وعيه.وسقط كريم الشامسي باشا في غيبوبة امتدت شهرًا في 1992 وبعدما استيقظ، بدأ رحلة امتدت 20 عامًا قادته في النهاية إلى أن يصبح مسيحيًا. وأوضح جراح الأعصاب المتابع لحالته أن عددًا قليلاً جدًا ممن هم في نفس حالته، استطاعوا المضي قدمًا حتى الشفاء الكامل،
ورأى أن الشامسي الباشا ربما توصل إلى السبب في نجاته. وكتب الشامسي باشا، وهو سوري المولد، كتابًا عن رحلته، أسماه "باول وأنا"، و يتضمن فصولاً عن باول، وهو أحد الشخصيات المعروفة في الكتاب المقدس، الذي تحول إلى المسيحية في مدينة دمشق.
نشأ الكاتب والمصور الصحافي في أسرة مسلمة متماسكة في سورية ومتسامحة مع الأديان كلها، وكان أفضل أصدقاءه مسيحيًا، لكنه لم يفكر جديًا في تغيير ديانته قبل مرضه، وأخبر الشامسي صحيفة "واشنطن بوست" أنه كان يمارس طقوس الإسلام عندما كان مراهقًا "صليت خمس مرات في اليوم، ومشيت إلى المسجد قبل شروق الشمس، وصمت شهر رمضان".
في سن الـ 18 عامًا، غادر البلاد في حكم الأسد الأب، ليدرس في جامعة ولاية تينيسي في الولايات المتحدة، قبل أن يعمل كمصور صحافي في صحيفة محلية في برمنغهام، ألاباما ، ويتزوج وينجب إبنًا.
وفي 1992، وبينما هو يغطي حريقًا في إحدى الكنائس لصحيفته المحلية، أنهار الشامسي في مكان الذي ركن فيه سيارته، وأصيب بتمدد مفاجئ في الأوعية الدموية في الدماغ، كان يمكن أن تصيبه بالشلل، وفق ما ذكرته صحيفة "ماريتا" اليومية.
وبعد أشهر من العلاج، شٌفى الشامسي، فيما وصف بالمعجزة.
وفي سبيله للعلاج، بدأ الشامسي في قراءة الكتاب المقدس وتم تعميده في 1996، وأوضح أن الأمر استغرق معه نهاية زواجه الأول، ووفاة والده والتشرد حتى يؤمن تمامًا بيسوع. وأكد للصحيفة الدينية أن "الفضل يرجع إلى الله في هذا التحول، لقد كان شفائي أيضًا نعمة من الله".
وظل الشامسى على صلة وثيقة بأسرته المسلمة، وتعيش شقيقته دمشق، في حين يعيش أكثر أقاربه في حمص، وأشار بقوله "فيما يخص عائلتي، نحن مرعوبون، لا نعرف من هو الميت ومن هو على قيد الحياة".