الجزائر- خالد علواش
اعتبر البروفيسور عمر كارلييه وصول الراحل أحمد بن بلة إلى الحكم في الجزائر ما بين 1963 و1965 نتاج شرعية سياسية، واصفا الجزائر العاصمة خلال فترة حكمه "بمكة الثوار"، وأفاد كارلييه أنه مهما اختلفت الآراء بشأن بن بلة في قيادته البلاد خلال سنتين "إلا أن ما لا تستطيع الذاكرة محوه أو تجاهله هو أنه كان أول رئيس للجزائر المستقلة".
ويقول البروفيسور، عمر كارلييه، وهو أستاذ التاريخ في جامعة "باريس 7"، في حوار لراديو فرنسا الدولي، نُشر على موقع الراديو الإلكتروني، إن بن بلة حوّل العاصمة الجزائر خلال سنتين من حكمه إلى "مكة الثوار".
وأفاد كارلييه أن وصول بن بلة إلى الحكم كان نتاج شرعية سياسية بصفته أحد مؤسسي حزب جبهة التحرير الوطني، كما أورد بأن الضغط الذي مارسه جيش الحدود بقيادة العقيد هواري بومدين، كانت له الكلمة الأخيرة في تبوء بن بلة منصب الرئاسة.
وردا على سؤال عن الاتجاه الذي نحاه بن بلة بالبلاد، قال كارلييه "لقد أعلن بوضوح أنه اشتراكي، أصدقاؤه هم كاسترو وعبد الناصر، اذ كانت كوبا ومصر والجزائر"، مضيفا "لقد كانا الزعيمان اللذان يعرفهما جيدا. بعد فراغ بن بلة من زيارة قادته إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأمريكي جون كينيدي، الذي حاول أن يستبقي بن بلة عنده لبعض الوقت، سارع الأخير إلى زيارة كوبا حيث صديقه فيدال كاسترو، في ذلك الوقت حين اندلعت قضية الصواريخ الروسية في خليج الخنازير، وكان العالم حينها يعيش الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفياتي".
وواصل كارلييه يقول "لقد حول بن بلة العاصمة الجزائر إلى مكة الثوار في هذا الجو الدولي، فلقد لجأ إليها الزعيم نيلسون مانديلا حين كان شابا، كما لجأ إليها غيره من القادة الأفارقة التائقين نحو تحرير بلدانهم من الاستعمار.
ووصف البروفيسور عمر كارلييه الانقلاب الذي تعرض له بن بلة من وزير دفاعه هواري بومدين بـ"السقوط من عالٍ"، وشبه السنوات الـ15 التي قضاها في السجن بـ"عبور النفق".
في مثل هذا اليوم، 15 سبتمبر/ أيلول 1963، اعتلى الرئيس الراحل أحمد بن بلة سدُة الحكم في الجزائر، واليوم تمر 50 سنة على هذا الحدث الكبير في حياة الجزائر المستقلة، وقد رحل بن بلة في 11 أبريل/ نيسان 2012، بعد أن حظي برد اعتبار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.