الرباط ـ رضوان مبشور
علم "المغرب اليوم" من مصادر مطلعة، أن الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي، حميد شباط، يعمل جاهدًا لطي ملف برلماني الحزب عادل تشيكيطو بسرعة بعدما رفض حضور مراسم حفل الولاء الأسبوع الماضي، احتجاجًا على بعض مراسم الحفل، وفي مقدمتها الانحناء أمام الملك أثناء مبايعته، وهو القرار الذي خلف جدالاً حادًا وانتقادًا لاذعًا من مختلف هياكل الحزب لقيادة "الاستقلال"، الذين اعتبروا حميد شباط مسؤولاً مباشرًا عن تمرد البرلماني عادل تشيكيطو. وأضاف المصدر نفسه، أن تيار "بلا هوادة" الذي يقوده عبد الواحد الفاسي، وجه انتقادات حادة لقيادة "الاستقلال"، موضحًا أن تصرف تشيكيطو من شأنه أن يضر بمصالح الحزب وصورته أمام المؤسسة الملكية والرأي العام، وبخاصة أنه أضحى أول برلماني في تاريخ المغرب يرفض الحضور لحفل الولاء، منذ تنظيمه لأول مرة في العام 1934 في عهد الملك الراحل محمد الخامس. ويأتي هذا الانتقاد من تيار "بلا هوادة" لقيادة الحزب وشباط على وجه الخصوص بعدما انتقد في وقت سابق قرار الحزب الداعي إلى الانسحاب من حكومة بنكيران، بقرار لم يكن مدرج في جدول أعمال المجلس الوطني للحزب. وهو ما يؤكد أن الحزب يعرف انقسامًا داخليًا كبيرًا. وأسترسل المصدر أن شباط انتقد بدوره تصرف عادل تشيكيطو الذي لم يستشر قيادة الحزب، قبل اتخاذه قرار مقاطعة حفل الولاء، وأكد عن قناعة حزبه التاريخية المتمثلة في التشبث بثوابت الأمة وعلى رأسها المؤسسة الملكية. وقدمت شبيبة حزب "الاستقلال" اعتذارًا للعاهل المغربي محمد السادس، عما بدر من تصرف وصف بالغير اللائق من البرلماني عادل تشيكيطو، الذي رفض حضور حفل الولاء والانحناء للملك أثناء مبايعته، مضيفةً أن "تشيكيطو ضرب عرض الحائط خصوصية مغربية متجذرةً في التاريخ، تجمع بين التقاليد وروح العصر في ما يخص أداء البيعة، والمشاركة في حفل الولاء". وجدد أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية تأكيدهم وتشبثهم الدائم والمتين بثوابت الأمة ومقدساتها، وذلك في إطار وفائهم الأبدي لمبادئ حزب "الاستقلال" التاريخية، "وفي مقدمتها الدين الإسلامي الوسطي، والوحدة الوطنية والترابية، والنظام الملكي القائم على البيعة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس"، معتبرين إياها عقدًا سياسيًا ودينيًا، ومناسبة وطنية ودينية عند الشعب المغربي لتجديد بيعته وولائه للملك. وكتب عادل تشيكيطو على صدر صفحته الرسمية في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مبررًا قرار رفضه حضور حفل الولاء "اتخذت صباح يوم عيد الفطر قرارًا نهائيًا، وأقدمت على اتخاذه لما حان الموعد، فلامني البعض لأنني لم أرتد الجلباب والسلهام والطربوش المخزني الأحمر وأضع رأسي بين الرؤوس الراكعة خمس مرات، فكان جوابي إنما الركوع والسجود لله تعالى، نعم نحب الملك، نهتف بحياته وبحياة الشعب المغربي المجاهد، نحترمه ونقدره ونعلن التفافنا حول ما يقدم عليه من إصلاح شمل كل القطاعات، ونؤكد استعدادنا للتصدي لكل محاولة تسعى إلى المس بشخصه والموجهة من قبل خصوم قضايانا الوطنية، لكن اعذروني فالسجود والركوع لا يكون إلا أمام رب العالمين". وانتقدت جريدة "العلم" التابعة لحزب "الاستقلال" انتقاد النائب البرلماني عادل تشيكيطو، ووصفته بـ"الخطأ"، وهو نفس الطرح الذي ذهبت إليه عدة جرائد ومنابر إعلامية مغربية، فيما رحبت به منابر أخرى معتبرةً أياه "قرارًا جريئًا من شأنه أن يفتح نقاشًا سياسيًا ودينيًا في بعض طقوس حفل الولاء المتجاوز وعلى رأسها الركوع أمام الملك". وتطالب عدة أصوات في الأعوام الأخيرة في المغرب بإلغاء حفل الولاء، أو تعديل بعض طقوسه لكي يستجيب لتطلعات المرحلة، كما نظمت عدة وقفات احتجاجية قادتها على الخصوص بعض الأحزاب السياسية اليسارية، وهو ما أعطى حجمًا أكبر لرفض عادل تشيكيطو حضور حفل الولاء.