الرباط ـ رضوان مبشور
أعربت الخارجية المغربية عن تخوفها من تعيين الرئيس الأميركي باراك أوباما، لسوزان رايس كمستشارة للأمن القومي في بلاده، خلفًا لتوم دونيلون الذي قدم استقالته قبل أيام.
وأفادت مصادر مطلعة ل"المغرب اليوم"، أن تخوفات سلطات الرباط من تعيين رايس
زادت، لا سيما أن الأخيرة هي من رفعت مسودة إلى مجلس الأمن الدولي ومجموعة "أصدقاء الصحراء"، تدعو من خلاله إلى ضرورة توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو القرار الذي رفضته الرباط على اعتبار أنه يمسّ من سيادتها على ترابها، كما أنها أعلنت مرات عدة، تعاطفها الصريح مع منظمة "روبرت كينيدي" الأميركية التي تدعم قرار انفصال جبهة "البوليساريو" عن المغرب، وسبق أن ضغطت على سلطات واشنطن في مناسبات عدة لإقناع الرباط بالاستجابة لمطالب الجبهة، لا سيما في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، وإجراء استفتاء شعبي في الصحراء كحل لإنهاء النزاع.
وتعتبر السلطات المغربية، أن المنصب الذي عينت فيه سوزان رايس كمستشارة للأمن القومي الأميركي، يُعد واحدًا من أهم دوائر صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة، ومختبرًا لتدبير بؤر التوتر العالمية وهندسة الخرائط الدولية، وهو ما يمكن أن يؤثر على ملف الصحراء، ولا سيما أن المغرب يعول على واشنطن باعتبارها أحد الفاعلين السياسيين في مجلس الأمن الدولي، لدعم المقترح المغربي لتسوية نزاع الصحراء، والمتمثل في مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه مند العام 2007.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكدال في الرباط المحلل السياسي منار السليمي، أن تعيين سوزان رايس كمستشارة للأمن القومي الأميركي لا يدعو إلى القلق، لا سيما أنها لم تعبر ولو لمرة واحدة عن عدائها التام للمغرب، ولا تعتبر خصمًا سياسيًا له، لكنها كانت تدافع فقط على ضرورة احترام حقوق الإنسان، وأن السياسة الخارجية لدولة مثل الولايات المتحدة لا يتحكم فيها شخص واحد، وبالتالي لا مجال للتخوف من ميول رايس المتعاطفة مع الأقليات والمدافعة عن حقوقهم في تقرير مصيرهم.
واعتبر السليمي، أن الخاسر الأكبر من هذا التعيين هو الجزائر وجبهة "البوليساريو"، على اعتبار أن الأزمة الأخيرة بين الرباط وواشنطن أعادت بناء تصورات أميركا بشأن المغرب، مؤكدًا أن رايس في منصبها الجديد، لن يكون لها هامش كبير للتواصل مع "اللوبيات"، كما حدث في الأزمة الأخيرة.