الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
امرأة عجوز جريحة في حلب بسبب قصف جيش النظام

 لندن ـ سليم كرم

 لندن ـ سليم كرم  يرى المحللون السياسيون أن "ما يحدث الآن في سورية من قتل وإبادة كل يوم على مرأى ومسمع من العالم على يد الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتمتع بجنون العظمة، يشبه إلى حد كبير ما حدث في البوسنة والهرسك من سفك وتدمير على يد السفاح رادوفان كاراديتش، لتتكرر المأساة نفسها، في رواندا، من خلال عمليات الإبادة الجماعية التي كانت أكثر فظاعة، والعالم يقف موقف المشاهد".وقد نشرت صحيفة "الأوبزرفر البريطانية" مقالا أشارت فيه إلى "مأساة البوسنة والهرسك، إذ كانت القذائف تدمر القرى التي كان سكانها يرتعدون صغارًا وكبارًا، ولا يستطيعون حتى  دفن جثث القتلى المتناثرة في الشوارع، وذلك في الوقت الذي كان فيه جون ماجور وديفيد أوين وسيروس فانس منشغلين فيه بإعداد خطة سلام. وفي ظل هذا المشهد كان مجرمو تلك الحرب يتضاحكون. وفي الوقت الذي كانت تتعرض فيه النساء للاغتصاب والعنف، كان اللورد كارينغتون يصافح السفاح رادوفان كاراديتش، ويتبادل معه الابتسامات".
ويشير المقال أيضًا إلى "حصار مدينتي سربرنيتشا وساراييفو وممارسات التعذيب فيهما، والمذابح  في وقت كان السياسيون يمارسون فيه نوعًا من الدبلوماسية الهزلية السوداء". ويسخر الكاتب في مقاله من "تعامل المجتمع الدولي آنذاك مع مأساة البوسنة".
وينتقل الكاتب من مأساة البوسنة إلى رواندا، إذ تكررت المأساة نفسها، فبعد عمليات الإبادة الجماعية التي كانت أكثر فظاعة، وأكثر وضوحًا أمام أعين هؤلاء الذين رفضوا التدخل لوقف هذه المذبحة البشعة".
 ويقول الكاتب "يقف المجتمع الدولي الآن، وبعد عقدين من الزمان على تلك المذابح الوحشية، موقف المشاهد لمذبحة أخرى تجري في سورية، إذ القتل الجماعي على يد زعيم سوري يعاني من جنون العظمة، ويدفع بشعبه إما إلى المنفى أو إلى القبر، ولن يتوقف حتى يحقق مراده هذا".
وعلى الرغم من أن ما يحدث في سورية الآن واضح وصريح ولا يخفى على أحد، لكن المشهد السياسي يكتفه الغموض والتردد، ففي الوقت الذي تسعى فيه كل من بريطانيا وفرنسا إلى رفع الحظر على السلاح وتسليح المقاومة السورية، تقف الولايات المتحدة في حالة تردد وحيرة بلا قرار حاسم في هذا الشأن، وتكتفي ألمانيا بتقديم نصائحها بضرورة التزام الحذر.
ويضع الكاتب علامات استفهام على سلوك الدول الغربية تجاه ما يحدث الآن في سورية، ويشير في هذا الصدد إلى "حالة التضارب في ردود الأفعال التي تشوب موافق الغرب تجاه الكثير من الأزمات الدولية، ففي البوسنة كان الرأي العام يطالب بالتدخل، وفي العراق كان الرأي العام يرفض التدخل، أما موقفه مع أزمات ليبيا ومالي وسورية، فهو مبهم".
ويقول الكاتب إنه "في الوقت الذي تتجه فيه  سورية، الآن نحو وضع كارثي، يقوم الطاغية السوري بتحصين نفسه". ويري البعض أن "الوضع في سورية يتطلب الآن مزيجًا يجمع ما بين ما يطلق عليه المحلل ديفيد رايف في مجلة فورين بوليسي "التدخل الليبرالي الحر" وبين نهج المحافظين الجدد القتالي على الرغم من الدمار الذي ألحقه بالعراق والهزيمة المرتقبة في أفغانستان".
 وتطرق الكاتب إلى نهج تحقيق المصالح الغربية أينما كانت من خلال مبدأ "عدو عدوي هو صديقي" . وفي ظل هذا المبدأ فإنه عندما كان العدو هو إيران، كان صدام هو الصديق، وعندما كانت شركة شل تريد عقدًا لها في ليبيا، توقفت "الحرب على الإرهاب" للحظة لرد مفجر لوكيبربي إلى القذافي. لقد كانت تلك الحسابات التي دفعت السي آي إيه إلى الاستماع لأسامة بن لادن ومنحه أول صاروخ "أرض جو" كي يطلقه في أفغانستان، لإسقاط الطائرات السوفيتية.
وعلى الجانب الآخر، يصر هؤلاء البعض في الجناح اليساري على "ضرورة تحمل دموية كل من القذافي والأسد أمثال سلوبودان ميلوسوفيتش أو دعمهم على أساس أنهم من معارضي الولايات المتحدة".
لكن الكاتب يرى أن "أيًا من هذه التوجهات، لا تصلح مع الوضع الحالي في سورية، وواقع الأمر يدفع إلى التساؤل بشأن جدوى التعامل مع المسألة السورية، على أساس أنه مهما حدث، فإن سورية ستسقط في هاوية الفوضى، ولكن لا أحد يدري أي نوع من الفوضى ينتظر سورية وأي نوع من الفوضى يختاره الغرب، ويعتبره الحد الأدنى من أسوأ الفروض المحتملة؟.
 ولو نجح المسعى البريطاني والفرنسين فإنهما سيقبلان بأن تضم المقاومة السورية، تيارًا جهاديًا يشمل مقاتلين وأفراد لا يرغبون في محاكاة نموذج الغرب الديموقراطي ونزعته التنويرية، ويحركه مقاتلون ومليشيات ترغب في الدفاع عن السكان المدنيين بصرف النظر عن برنامجهم السياسي.
إن التدخل العسكري على شاكلة ما حدث في ليبيا، ليس بالخيار المطروح على الساحة الدولية، فعلى الرغم من التباهي بنجاح التدخل في ليبيا، لكن ما حدث في ليبيا، لم يكن حربًا حقيقية ، كما أن روسيا ترى أن ذلك لا يعد بمثابة تنفيذ لمبدأ حماية المدنيين من منطلق المسؤولية التي تحتمها مبادئ الأمم المتحدة،  وإنما هو محاولة لتغيير نظام حاكم. ويرى الكاتب أن "أي من الاتجاهين، لن يحقق شيئًا للوضع في سورية".
ويشير الكاتب إلى أن "الجميع يدرك ، بعد غزو العراق، أن "التدخل لا ينطوي إلا على نتائج كارثية، كما يدرك الجميع أيضًا أن أنصار عدم القيام بعمل شيء في سورية، يفتقدون إلى رؤية الحالة اليائسة التي يعاني منها الشعب السوري، وأن سكوتهم يعنى مزيدًا من اللاجئين نحو المخيمات على حدود سورية، ومزيدًا من القتلى".
ويقول الكاتب إنه "يجد من الصعب عليه أن يخاطب صراحة، أحد مقاتلي المقاومة السورية، أو حتى شبح من أشباح أفراد أسرته الذين لقوا مصرعهم على يد النظام "أنا آسف يا رفيقي، فرجال السياسة على حق، إذ لا ينبغي أن نزيد النيران اشتعالا، إنك لا تستطيع أن تدافع عن نفسك أو عن شعبك".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

الأصوات تتعالى لتنحية ترامب قبل 13 يومًا من مغادرته…
الكونغرس الأميركي يصادق على فوز جو بايدن بالانتخابات الأميركية
مايك بومبيو يؤكد أن العنف الانتخابي "لا يمكن التساهل…
بيلوسي تؤكد أن الكونغرس سيعاود انعقاده لإقرار فوز بايدن
حلفاء الولايات المتّحدة يستنكرون اقتحام متظاهرين مقرّ "الكونغرس" في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة