الشعب السوري يواجه المجهول بسبب عجز دول الغرب عن إيجاد مخرج لأزمته
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

العالم يقف يشاهد تكرار "مأساة البوسنة والهرسك" و"مذبحة رواندا"

الشعب السوري يواجه المجهول بسبب عجز دول الغرب عن إيجاد مخرج لأزمته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الشعب السوري يواجه المجهول بسبب عجز دول الغرب عن إيجاد مخرج لأزمته

امرأة عجوز جريحة في حلب بسبب قصف جيش النظام
 لندن ـ سليم كرم

 لندن ـ سليم كرم  يرى المحللون السياسيون أن "ما يحدث الآن في سورية من قتل وإبادة كل يوم على مرأى ومسمع من العالم على يد الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتمتع بجنون العظمة، يشبه إلى حد كبير ما حدث في البوسنة والهرسك من سفك وتدمير على يد السفاح رادوفان كاراديتش، لتتكرر المأساة نفسها، في رواندا، من خلال عمليات الإبادة الجماعية التي كانت أكثر فظاعة، والعالم يقف موقف المشاهد".وقد نشرت صحيفة "الأوبزرفر البريطانية" مقالا أشارت فيه إلى "مأساة البوسنة والهرسك، إذ كانت القذائف تدمر القرى التي كان سكانها يرتعدون صغارًا وكبارًا، ولا يستطيعون حتى  دفن جثث القتلى المتناثرة في الشوارع، وذلك في الوقت الذي كان فيه جون ماجور وديفيد أوين وسيروس فانس منشغلين فيه بإعداد خطة سلام. وفي ظل هذا المشهد كان مجرمو تلك الحرب يتضاحكون. وفي الوقت الذي كانت تتعرض فيه النساء للاغتصاب والعنف، كان اللورد كارينغتون يصافح السفاح رادوفان كاراديتش، ويتبادل معه الابتسامات".
ويشير المقال أيضًا إلى "حصار مدينتي سربرنيتشا وساراييفو وممارسات التعذيب فيهما، والمذابح  في وقت كان السياسيون يمارسون فيه نوعًا من الدبلوماسية الهزلية السوداء". ويسخر الكاتب في مقاله من "تعامل المجتمع الدولي آنذاك مع مأساة البوسنة".
وينتقل الكاتب من مأساة البوسنة إلى رواندا، إذ تكررت المأساة نفسها، فبعد عمليات الإبادة الجماعية التي كانت أكثر فظاعة، وأكثر وضوحًا أمام أعين هؤلاء الذين رفضوا التدخل لوقف هذه المذبحة البشعة".
 ويقول الكاتب "يقف المجتمع الدولي الآن، وبعد عقدين من الزمان على تلك المذابح الوحشية، موقف المشاهد لمذبحة أخرى تجري في سورية، إذ القتل الجماعي على يد زعيم سوري يعاني من جنون العظمة، ويدفع بشعبه إما إلى المنفى أو إلى القبر، ولن يتوقف حتى يحقق مراده هذا".
وعلى الرغم من أن ما يحدث في سورية الآن واضح وصريح ولا يخفى على أحد، لكن المشهد السياسي يكتفه الغموض والتردد، ففي الوقت الذي تسعى فيه كل من بريطانيا وفرنسا إلى رفع الحظر على السلاح وتسليح المقاومة السورية، تقف الولايات المتحدة في حالة تردد وحيرة بلا قرار حاسم في هذا الشأن، وتكتفي ألمانيا بتقديم نصائحها بضرورة التزام الحذر.
ويضع الكاتب علامات استفهام على سلوك الدول الغربية تجاه ما يحدث الآن في سورية، ويشير في هذا الصدد إلى "حالة التضارب في ردود الأفعال التي تشوب موافق الغرب تجاه الكثير من الأزمات الدولية، ففي البوسنة كان الرأي العام يطالب بالتدخل، وفي العراق كان الرأي العام يرفض التدخل، أما موقفه مع أزمات ليبيا ومالي وسورية، فهو مبهم".
ويقول الكاتب إنه "في الوقت الذي تتجه فيه  سورية، الآن نحو وضع كارثي، يقوم الطاغية السوري بتحصين نفسه". ويري البعض أن "الوضع في سورية يتطلب الآن مزيجًا يجمع ما بين ما يطلق عليه المحلل ديفيد رايف في مجلة فورين بوليسي "التدخل الليبرالي الحر" وبين نهج المحافظين الجدد القتالي على الرغم من الدمار الذي ألحقه بالعراق والهزيمة المرتقبة في أفغانستان".
 وتطرق الكاتب إلى نهج تحقيق المصالح الغربية أينما كانت من خلال مبدأ "عدو عدوي هو صديقي" . وفي ظل هذا المبدأ فإنه عندما كان العدو هو إيران، كان صدام هو الصديق، وعندما كانت شركة شل تريد عقدًا لها في ليبيا، توقفت "الحرب على الإرهاب" للحظة لرد مفجر لوكيبربي إلى القذافي. لقد كانت تلك الحسابات التي دفعت السي آي إيه إلى الاستماع لأسامة بن لادن ومنحه أول صاروخ "أرض جو" كي يطلقه في أفغانستان، لإسقاط الطائرات السوفيتية.
وعلى الجانب الآخر، يصر هؤلاء البعض في الجناح اليساري على "ضرورة تحمل دموية كل من القذافي والأسد أمثال سلوبودان ميلوسوفيتش أو دعمهم على أساس أنهم من معارضي الولايات المتحدة".
لكن الكاتب يرى أن "أيًا من هذه التوجهات، لا تصلح مع الوضع الحالي في سورية، وواقع الأمر يدفع إلى التساؤل بشأن جدوى التعامل مع المسألة السورية، على أساس أنه مهما حدث، فإن سورية ستسقط في هاوية الفوضى، ولكن لا أحد يدري أي نوع من الفوضى ينتظر سورية وأي نوع من الفوضى يختاره الغرب، ويعتبره الحد الأدنى من أسوأ الفروض المحتملة؟.
 ولو نجح المسعى البريطاني والفرنسين فإنهما سيقبلان بأن تضم المقاومة السورية، تيارًا جهاديًا يشمل مقاتلين وأفراد لا يرغبون في محاكاة نموذج الغرب الديموقراطي ونزعته التنويرية، ويحركه مقاتلون ومليشيات ترغب في الدفاع عن السكان المدنيين بصرف النظر عن برنامجهم السياسي.
إن التدخل العسكري على شاكلة ما حدث في ليبيا، ليس بالخيار المطروح على الساحة الدولية، فعلى الرغم من التباهي بنجاح التدخل في ليبيا، لكن ما حدث في ليبيا، لم يكن حربًا حقيقية ، كما أن روسيا ترى أن ذلك لا يعد بمثابة تنفيذ لمبدأ حماية المدنيين من منطلق المسؤولية التي تحتمها مبادئ الأمم المتحدة،  وإنما هو محاولة لتغيير نظام حاكم. ويرى الكاتب أن "أي من الاتجاهين، لن يحقق شيئًا للوضع في سورية".
ويشير الكاتب إلى أن "الجميع يدرك ، بعد غزو العراق، أن "التدخل لا ينطوي إلا على نتائج كارثية، كما يدرك الجميع أيضًا أن أنصار عدم القيام بعمل شيء في سورية، يفتقدون إلى رؤية الحالة اليائسة التي يعاني منها الشعب السوري، وأن سكوتهم يعنى مزيدًا من اللاجئين نحو المخيمات على حدود سورية، ومزيدًا من القتلى".
ويقول الكاتب إنه "يجد من الصعب عليه أن يخاطب صراحة، أحد مقاتلي المقاومة السورية، أو حتى شبح من أشباح أفراد أسرته الذين لقوا مصرعهم على يد النظام "أنا آسف يا رفيقي، فرجال السياسة على حق، إذ لا ينبغي أن نزيد النيران اشتعالا، إنك لا تستطيع أن تدافع عن نفسك أو عن شعبك".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب السوري يواجه المجهول بسبب عجز دول الغرب عن إيجاد مخرج لأزمته الشعب السوري يواجه المجهول بسبب عجز دول الغرب عن إيجاد مخرج لأزمته



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya