الجزائر ـ نسيمة ورقلي
حذر رئيس حركة "مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، الجمعة، من بعض الطوائف التي قال "إنها تريد محو الحركة من الساحة السياسية الجزائرية"، فيما أشار مقري إلى الأزمة التي عصفت الجزائر عام 1991، داعيا مصر إلى الاستشهاد بتجربة الجزائر، وعدم الانسياق وراء العنف، مذكرًا بموقف الحركة آنذاك من خلال البيان الموقع 20كانون الثاني/ يناير 1991 من طرف الشيخ المؤسس
محفوظ نحناح، والذي دعا الجبهة الإسلامية للإنقاذ بتجنب التصعيد، بينما أكد مقري على أنه لولا موقف الحركة آنذاك، لما أصبح الآن صوت يدافع عن المشروع الإسلامي في الجزائر.
هذا و رد مقري على الطائفتين التي ذكرهما بقوله "هيهات أن تقدران على ذلك، مشيرا خلال منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك" أن الطائفة الأولى تتمثل في جحافل الفساد والمفسدين في نظام الحكم وأتباعهم، الذين يعرفون بأنه لا يوجد في الطبقة السياسية حركة أقدر على النمو والتطور والتكيف مع كل التحديات وأكثر انتشارا في جميع مناطق الجزائر دون نفخ من خارجها ودون دعم من غير رجالها ونسائها، وثانيها جحافل الفشل والغباء التي تتمسح على أعتاب التطرف من خلف الجدار"، مضيفًا "إن هؤلاء أعجز من أن يعملوا شيئا لصالح الوطن والأمة".
و أشار رئيس حركة "حمس الجزائرية" إلى المعلقين على موقف الحركة من خلال موقفها الرافض للانقلاب الذي وصفه بالغاشم في مصر، يدعوهم إلى التمعن في موقف قيادات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهم يطلبون من قيادة "الإخوان" في مصر أن لا ينجروا للعنف حتى لا تتكرر تجربة الجزائر.
وقال مقري "إن حركة مجتمع السلم ( حركة المجتمع الإسلامي سابقا) كان صوتها واضحا في تحميل السلطة مسؤولية الأزمة آنذاك، ولكنها في الوقت ذاته طلبت من جبهة الإنقاذ عدم التصعيد كما تفعل بالضبط في الأزمة المصرية حاليا"، مضيفًا "إن الحركة حاولت بجدية كبيرة الوصول لاتفاق مع الجبهة الإسلامية من أجل تجنب ما يحاك ضد الجزائر"، ولكنه يقول أنهم ينظرون إلى الحركة باستعلاء كبير ولا يقبلون أي تشاور، وهددوا الجميع أنهم سيستعملون السلاح، مضيفًا "إن قادتهم يعترفون اليوم بأخطائهم الجسيمة".
كما ذكر مقري بموقف الحركة المدين لنظام الحكم لمدة سنتين إلى 3 سنوات، وأنه لما انجرفت الجبهة للعنف وسقطت في مخطط التيار العلماني المتحكم في دواليب الحكم ، قررت الحركة حماية مستقبل مشروعها ووطنها ونفسها، معتبرا أنها لو لم تتخذ هذا الموقف والسياسة ، لما وجد اليوم صوت يرفع لصالح المشروع الإسلامي، ولما تم نجنيد الآلاف من الشباب في مشاريع الخير بكل أصنافه كما تفعل الحركة اليوم ،ولكان الفاسدون في نظام الحكم اليوم في راحة من أمرهم.
و تابع مقري "إنه لا يستطيع أحد أن يلوم الحركة لأنها لم تنجرف للعنف دفاعا عن الشرعية ولا يستطيع أحد أن يوجه اللوم لها لأنها لم تقبل الانحباس في سنة 1992 كما هو حال الكثير ممن بقي يأسف على تلك المرحلة وهو لا يكاد يقدم شيئًا.