دمشق - ليبيا اليوم
انطلق مؤتمر اللاجئين السوريين في دمشق، الأربعاء، على مدى يومين، بدعم من موسكو ومقاطعة واشنطن وحلفائها، ما يعزز الانقسام الروسي - الغربي حول الموضوع السوري.
ويشارك ممثلون عن 30 وزارة وهيئة حكومية روسية في المؤتمر، فيما سيحضر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا المؤتمر بصفة "مراقب".
وألقى الرئيس السوري بشار الأسد باللوم على العقوبات الأمريكية وضغوط واشنطن على الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا في عزوف أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري هربوا من الصراع عن العودة.
وأضاف أن مؤسسات الدولة حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين، مشيرا الىا أن هناك دول في الغرب تستغلّ اللاجئين السوريين لديها لأهداف سياسيّة وهذه الدول تمنع عودتهم لوطنهم عبر الترغيب والترهيب. وقال إن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج راغبون في العودة إلى وطنهم
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، أن الاتحاد لن يشارك في المؤتمر "لأن شروط مشاركته لم تتوافر". ودعا النظام السوري بوريل ووزراء خارجية عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي للمشاركة في هذا المؤتمر حول موضوع عودة اللاجئين. وقال الإسباني في بيان "لن يشارك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه" في المؤتمر.
وأعلن المتحدث باسمه "مثل هذا المؤتمر سابق لأوانه". وقال بيتر ستانو "الأولويات هي التالية: شروط عودة آمنة وطوعية وكريمة إلى المناطق طبقا للقانون الدولي ووصول اللاجئين بدون عراقيل إلى مناطقهم في سوريا".
بدورها، أعلنت كندا أنها "تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكريمة، لكن شروط مثل هذه العودة غير موجودة"، وهو موقف جاء مماثلاً لموقف الاتحاد الأوروبي.
أما لبنان المجاور، الذي يستضيف نحو مليون ونصف مليون لاجئ بحسب تقديرات رسمية، سيرسل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية ممثلاً عنه.
عودة اللاجئين "أولوية"
وقبل يومين من المؤتمر، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال مكالمة عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إن عودة اللاجئين الذين غادروا البلاد بسبب النزاع في بلاده، تشكل "أولوية" في المرحلة المقبلة.
واعتبر الأسد أن "العقبة الأكبر" أمام عودة اللاجئين "بالاضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها (...) هي الحصار على سوريا، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة
"جهود مشتركة" لروسيا وإيران
من جهته، قال بوتين، وفق تصريحات نقلها الكرملين، إنه نتيجة "الجهود المشتركة" لروسيا وإيران، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة السورية "تم تدمير بؤرة الارهاب في سوريا، وانخفض معدل العنف".
ورأى أنّه "مع عودة السلام والهدوء لغالبية الأراضي السورية، هناك احتمال جيد لضمان عودة أعداد كبيرة من اللاجئين".
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس/آذار 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من خمسة ملايين و500 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فروا بشكل أساسي الى الدول المجاور
وتسعى روسيا، أبرز حلفاء دمشق، منذ سنوات للحصول على دعم المجتمع الدولي من أجل إطلاق مرحلة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، فيما تربط الجهات المانحة تقديم أي مساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
وتحذر منظمات حقوقية بدورها من أن توقّف المعارك في مناطق عدة في سوريا لا يعني أنها باتت مهيئة لعودة اللاجئين في ظل افتقارها للبنى التحتية والخدمية والخشية من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان، واستعادت القوات الحكومية أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد من فصائل مقاتلة معارضة وتنظيمات جهادية.
وتشهد سوريا منذ بدء النزاع في العالم 2011، أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي تترافق مع انهيار قياسي في قيمة الليرة وتآكل القدرة الشرائية للسوريين الذين بات يعيش الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
قصف عنيف للطيران الروسي على "منطقة التفاهمات" مع تركيا شمال غربي سورية
الكشف عن نتائج فرز الأصوات في 5 ولايات أميركية حاسمة حتى الآن