مراكش - ثورية ايشرم
كشَفَ وزير السياحة المغربي لحسن حداد في حديث إلى "المغرب اليوم" عن أن السياحة في المغرب تمتلك قوة ومكانة تجعلها صامدة أمام الظروف والتغيرات الحاصلة على مستوى الأسواق العالمية، كما أن السياحة المغربية ذات مناعة قوية منحت المغرب قدرة في جلب 9,53 مليون سائح السنة الماضية، معتبرًا أن النتائج التي حققتها وزارته سنة 2013 هي عبارة
عن إنجاز كبير تحقق رغم كل الظروف الصعبة التي يعاني منها العالم من مشاكل سياسية واقتصادية، إلا أن المغرب ظل محافظًا على مكانته المتقدمة في مجال السياحة.
وأكَّدَ لحسن حداد أن المغرب يتميز بالسياحة العائلية التي بذلت من أجلها الوزارة مجهودات كبيرة لجعل المغرب القبلة المفضَّلة والوجهة السياحية للعائلات العربية والاوروبية وكذا الخليجية، مشيرًا إلى أن المغرب يعمل أكثر في ما يخص هذا المجال لجلب المزيد من العائلات السياحية من مختلف الدول العربية والأجنبية.
وأشار الى ان" المغرب عاش ما يُعرف بـ "الربيع العربي" بطريقة مختلفة وخاصة به، حيت تم التعامل بكل حكمة مع القضايا وجميع المطالب التي تم طرحها للمناقشة، حيث حققت البلد في هذا الصدد انجازات فعالة تحت رعاية الملك محمد السادس. الا ان المغرب لم يصل بعد الى الانجازات التي حققتها تركيا وجزر الكناري، اللتان تعتمدان على وسائل غير رائجة في المغرب كمروجي الرحلات، التي لا يعتمدها المغرب الا بنسبة ضئيلة جدًا، اذ يعتمد على جلب السياح بشكل انفرادي بنسبة 70% ، اضافة الى ان المغرب لم يقم بتطوير عرض شاطئي يفتح المجال امامه لتوفير طاقة ايوائية كبيرة في مختلف المناطق السياحية للمملكة، وهو المشروع الذي تشتغل عليه الوزارة حاليًا.
وأوضح ان "المغرب يتميز بالعديد من الاشياء التي تمنحه الحق ليكون في المقدمة في المجال السياحي، فالمغرب وكما هو معلوم يتوفر على ثمانية مواقع محددة كمآثر للإنسانية من طرف اليونيسكو، اضافة الى المنتوج الثقافي الذي يستقطب 80% من السياح في كل من مراكش وفاس وطنجة والرباط وتطوان، لما تزخر به هذه المدن من مؤهلات سياحية وثقافية، ومآثر تاريخية، والعشرون في المائة المتبقون يحبذون السياحة الشاطئية، كما يتميز المغرب بكثرة المنتجعات السياحية والرحلات التي تنظمها الشركات المتخصصة في هذا المجال، اضافة الى الاسواق التقليدية والاكلات والاجواء المختلفة بين العصري والتقليدي، والتي يحج من اجلها السياح من كل بقاع العالم".
وأعلن ان "هذه المؤهلات جعلت بلد المغرب يصبح في نظر العديد من السياح منتجًا سياحيًا تقليديًا تتكرر زيارتهم له من دون ملل او كلل، ما دفع بالوزارة الى العمل والكد وتضافر الجهود لضمان ومنح السياح ما يجعلهم يتعلقون بالمغرب اكثر واكثر، وتكرار زيارتهم على الدوام ، وذلك من خلال تطبيق إستراتيجية 2020، التي تتجلى في العمل وترسيخ السياحة المغربية وتموقعها على مستوى الأصالة الثقافية التي تميز تنافسية المغرب وتموقعه، مقارنة مع الوجهات المنافسة المباشرة من خلال منهجية تحافظ وتعزز التراث الثقافي، وأيضًا بإغناء العرض الثقافي من خلال تطوير وتعزيز الوجهات المألوفة، وانشاء 8 وجهات سياحية اخرى جديدة، لان الهدف الاسمى الذي تسعى اليه وزارة السياحة المغربية هو التنوع الكبير في افق 2020، لتقديم تجربة سياحية فريدة من نوعها ومتكاملة وذات قيمة مضافة على المستوى الاقتصادي للبلد كسياحة الاعمال، التي تساهم بشكل كبير في تطوير السياحة المغربية، خاصة وأن المغرب يتوفر على موقع جغرافي والبنيات التحتية المناسبة لهذا النوع من السياحة، اضافة الى خبرات المؤسسات السياحية التي تساهم بنصيب كبير في جلب السياح طيلة السنة".
ومن جهة أخرى، أشار لحسن حداد إلى أن "الشركة المغربية للهندسة السياحية، تتوقع جلب استثمارات بقيمة 19 مليار درهم سنة 2014، كما ان حصيلة نشاط الشركة تُعتبر إيجابية جدا في ظل ظرفية دولية صعبة للغاية، وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن الشركة نجحت في جلب استثمارات مهمة، مع القيام بعمل جيد ، موضحًا ان الشركة ستواصل الاشتغال على الجانب العملي لمجموعة من عقود البرنامج المحلية، وستواصل حضورها على المستوى الدولي في ما يتعلق بالاستثمارات، وستقوم بتكثيف أنشطتها الخاصة بإنعاش الاستثمارات على المستوى الدولي، وذلك بغرض وضع اللمسات الأخيرة على عملية إنجاز المشاريع المهيكلة المتوقعة، خاصة المشاريع السياحية ذات القيمة المضافة العالية، وتطوير الفضاءات السياحية الصاعدة، فضلاً عن أنها ستكون على موعد مع الأهداف المسطرة في إطار رؤية 2020".
وأشاد الوزير "بالحصيلة الإيجابية المسجَّلة في ميدان الاستثمارات السياحية خلال سنة 2013، والتي تطلبت جهودًا متواصلة لكي تحافظ وجهة المغرب على جلب مزيد من الاستثمارات، اضافة الى ان مجلس المراقبة عكف على دراسة الخطط المبرمجة لسنة 2014، من طرف الشركة، من أجل تسريع وتيرة انجاز الاستثمارات المبرمجة في 2020".