لندن ـ كاتيا حداد
عانى الطفل البريطاني، كاي وينسور، من ولادته في جسم فتاة، ورفض عقله في سن الثالثة الجنس الذي كان عليه. وكان يتصرف بشكل صبياني، من سن الثالثة إذ كان يفضل دائمًا لعب كرة القدم عن اللعب بالدمى، وكان يقاطع الألعاب التقليدية مع الفتيات، وفي سن الرابعة كان يرفض ارتداء الفساتين، أما في سن الخامسة فأراد أن يقص شعره وكان يخجل عند الحديث مع الفتيات.
وأخيرًا في سن التاسعة قرر وضع نهاية للصراع الذي يعانيه بداخله، وقطع الشك باليقين وقال لأمه، راشيل، (37) عامًا "أنا حقًا صبي"، ولذلك خضع في سن العاشرة للعلاج الهرموني، لوقف بلوغه الأنثوي، ولكي يبدأ نموه كصبي.
وأضافت راشيل: منذ أن كان طفلًا صغيرًا، كان يفضل لعب كرة القدم عوضًا عن اللعب بالدمى مثل أي فتاة، وكان يميل إلى الألعاب الصبيانية، وعند بداية العام الدراسي، كان يحب ارتداء السراويل كما يفعل الأولاد الآخرون، وتكسو وجهه حمرة الخجل عند التحدث مع الفتيات.
ُذكر أنَّ كاي ليس وحده من يعاني من مشاكل اضطراب الهوية الجنسية، إذ تضاعفت أعداد المتحولين جنسيًا من الأطفال أربع مرات، دون سن الـ11 عام منذ العام 2009، وذلك وفقًا للبيانات التي أوردتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS).
ولم تكن راشيل تعلم أي شيء بشأن الأطفال المتحولين جنسيًا، شأنها شأن الكثير من الآباء في مثل حالتها، ولكنها قررت التصرف مشيدة بالدعم المدهش الذي حظى به ابنها من المدرسة.
ونصحت المدرسة بضرورة عرض الطفل على الطبيب، بعدما لاحظت تراجع تحصيله وأعماله الدراسية، وقررت بعد ذلك التعامل مع القضية وتداعياتها بشكل مباشر.
وعندما تأكدت المدرسة أنَّ الطفل يعاني من اضطراب الهوية الجنسية، بعثت برسالة إلى آباء وأمهات الأطفال في سنته الدراسية، لشرح ضرورة التعامل معه كصبي.
وألقى جميع موظفي المدرسة درسًا خاصًا لجميع الأطفال في سنته دراسية، لشرح من هم المتحولين جنسيًا، وتسعى المدرسة لإنشاء مراحيض للجنسين، لجعل الحياة أسهل بالنسبة لكاي ومثله من الأطفال.
وأشارت راشيل إلى أنَّه عندما ولد كاي لم تكن هناك أي علامات خارجية على كونه صبيًا، مضيفة: كنت أشتري له الفساتين والدمى ولا أشعر بأنَّ لديه أيَّ مشاعر أنثوية مثل أخته جاسمين (16) عامًا، عندما كانت في مثل سنه، فكان يفضل الذهاب إلى قسم الصبية في المحلات التجارية ولعب سبايدرمان.
وتحسنت سلوكيات وتصرفات كاي، بعد أن أصبح رسميًا من المتحولين جنسيًا، كما ارتفع معدل تحصيله الدراسي، وتحسنت درجاته، بعد أن توقف الناس عن التعامل معه كفتاة، فأصبح يستمتع بحياته كصبي صغير.
ويخضع كاي للعلاج الهرموني حتى بلوغه سن (16) عامًا، وحينها إذا أعرب عن رغبته في استكمال عملية الانتقال الجنسي، والتحول إلى رجل بالغ، عندها يمكن أن يخضع لجراحة تغيير الجنس.
وأضافت راشيل: لقد كنت أبكي كثيرًا من معاناتي لرؤية طفلي يمر بهذا الاضطراب، ولكن مهما حدث فسأقدم الدعم الكامل له، ومن الرائع أن أجده سعيدًا في حلته الجديدة.