لندن ـ سامر شهاب
لندن ـ سامر شهاب تعاني جولي ريدفيرن ( 47 عامًا)، من السمع الحاد لدرجة أنها قادرة على سمع حركة مقلة "كرة" عينيها، كما لا يجعلها فقط تستمع إلى صوت المسمار، وهو يقع، بل يجعلها أيضًا تستمع إلى صوت تدفق وتحرك السوائل في جسمها، حيث تشتكي ريدفيرن من ضعف في الأذن الداخلية وهو مرض نادر بشكل كبير، وقد جعل لديها القدرة على الاستماع إلى صوت ترنح عقلها، وصوت ضربات قلبها
.
هذا و أصبحت حالتها المرضية شديدة لدرجة أنها حينما تتوجه موظفة الاستقبال إلى حانة الديسكو المحلية، تضطر إلى المغادرة مبكرًا حيث أن الاهتزازات تجعل كرات عينيها ترتعش، وحينما تجيب على الهاتف أثناء العمل، رؤيتها تنبض مع إيقاع رنين الهاتف.
وقالت ريدفيرن، من باديهام، بالقرب من بيرنلي، في لانكشاير"إنه أمر محبط للغاية أن تكون قادرا على سماع كل شيء. قد تعتقد بعدم وجود مشكلة وأنك لا تمانع، ولكن لا أحد يريد أن يكون قادرًا على سماع حركة جسمه باستمرار."
وأضافت " قال الأطباء هذا عمرك ، حينما بلغت الأربعين عاما ، هذه الأشياء بدأت في الحدوث، و اعتقد أنني لن أتمكن من الاستمرار هكذا للأبد، كنت أعرف أن شيء ما لم يكن صحيحًا . كنت قادرة علي سماع صوت دقات قلبي، وكل وظائف جسمي . كنت استمع حتى إلى صوت ادني ضجيج".
و تابعت "كنت قادرة علي سماع الأشياء ذات الصوت الأعلى أكثر مما ينبغي أن تكون، فكنت استمع إلى صوت البلع، وصدى صوتي، فكل شيء يتحرك في رأسي كان يبدوا وكأنه صوت هسهسة ، وحينما يدق جرس الهاتف في العمل، فإن اهتزازات الهاتف كانت تجعل كرات عيني ترتعش".
وواصلت قائلة "كنت أقف في الصف في السوبر ماركت ، وبدأت في التمايل ، شعرت وكأنني ثملة دون أن أشرب الكحول". "عرفت أن هناك شيء ما خطأ ، ولكن لا أحد كان قادرًا على تحديدها، فالجميع كانوا يخبروني بأن السبب في ذلك هو التقدم في العمر ، وان مثل هذه الأشياء تحدث عندما يتقدم المرء في العمر".
ولاحظت ريدفيرن صوت زقزقة كرات عينيها بعد مرور فترة قصيرة بعد عيد ميلادها الاربعين عام 2006. حينما كانت تلعب التترس بمنزلها في لانكشاير ، استمعت إلى صوت زقزقة غريب وهي ترتب الأشكال من جنب إلى آخر ،قبل أن تدرك انه كان صوت عينيها.
وسرعان ما بدأت في تجنب تناول الأطعمة المقرمشة مثل التفاح ورقائق البطاطس بسبب الضوضاء الذي يحدث في رأسها الذي يشبه صمم الآذان، والرعد كلما تناولت الطعام.
هذا و كان صوت الضجيج عال بحيث كان يطغى على أصوات الناس الذين يتحدثون من حولها، وجعل من المستحيل بالنسبة إليها تناول العشاء مع الأصدقاء.
وقالت ريدفيرن 'أتذكر وكأن ذلك حدث بالأمس، كنت ألعب وفكرت "ما هذه الضوضاء" ، ثم أدركت أن هذا صوت كرات عيوني، ففي كل مرة أقوم بتحريك كتلة وإتباعها بالنظر بعيني كنت استمع صوت الزقزقة، فكان شعورا مرعبا ، كنت استمع بالضبط إلى حركة كرات عيني ، كان ذلك أمرًا غريبًا".
و أضافت "حينما جاء زوجي "مارتن" إلى المنزل ، سألته إذا كان يستمع إلى صوت كرات عينيه ، نظر إلى بتعجب . فقد اعتقد أنني أصبت بالجنون ، بدأت في سؤال الناس إذا كانوا يستمعون إلى كرات أعينهم ، ولكن لم يكن احد يحدث إليه ذلك، و بدأت في التحكم بحياتي ، وتعلمت بالقراءة عن طريق الشفاه حيث أنني لم أتمكن من إجراء محادثة أو تناول الطعام، وإذا خرجت مع أصدقائي، كنت اشعر بأنني السيدة الأقل عمرًا في المجموعة حيث أنني لم أتمكن من سماع ما كان يحدث".
ولقد عانت السيدة ريدفيرن من هذا الشعور لمدة سبع سنوات ، بعد أن رفض الأطباء ادعاءاتها الغريبة، وبعد ذلك، قرأت عن رجل كان يعاني من نفس الأعراض، فتوجهت مباشرة إلى طبيبها بالموضوع الصحافي المكتوب عن هذا الرجل.
و تم نقلها إلى مستشفي مانشستر رويال انفرماري حيث خضعت للتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية قبل أن يتم أخبارها بأنها تعاني من متلازمة تفرز بالقناة العلوية بالأذن، وهو مرض نادر يصيب الأذن الداخلية ينجم عن ترقق العظم الصدغي في قاعدة الجمجمة، ويسبب اضطرابات في السمع و التوزان ، فضلا عن الحساسية المفرطة للصوت.
ويشتبه في أن ريدفيرن قد تطور لديها المرض نتيجة حادث دراجة خطير حينما كانت في العشرين من عمرها، وقد خضعت حاليًا إلى جراحة لملأ الثقوب في العظم بالرغم من مخاطر تعرضها للصمم وتشوهات الوجه.
وقالت ريدفيرن "لقد كنت دائما أقول أنني بحاجة إلى التوصيل. فكان السائل يتسرب من القناة العلوية . وتم إجراء هذه العملية الجراحية أربع مرات فقط من قبل .
و أضافت "قام الطبيب بفتحي مثل الكتاب فقط خلف أذني ووصف ما بداخلها مثل قرص العسل بدلا من أن يكون مثل جمرة التوفي بسبب الثقوب، وعلى الرغم من أن هناك مخاطر من العملية إلا أنني اضطررت إلى إجرائها، فلن يكن بإمكاني الاستمرار هكذا لمدة أربعين عاما أخرى ، سبعة أعوام كانت كافية".
وواصلت "كان ذلك غير سار ومحبط . فقلت لا أريد الحصول على الأذن الأخرى ولكن بفضل النتائج التي توصلت إليها الآن".
وأردفت قائلة "أعلم أنني حينما أجري العملية للأذن الأخرى ، سأكون قد عولجت ، ولكن لا تعرف ، قد لا افتقد السماع إلى كل هذه الأشياء القليلة الغريبة".