لندن ـ كاتيا حداد
ازدادت شعبية "الفرو الاصطناعي" خلال الأعوام الأخيرة، إذ أصبح المُتسوقون أكثر وعيا أخلاقيا، ورغم ذلك فهذا الأمر له تأثير ضار على كوكب الأرض، حسبما تقول ماري غريغ، البرلمانية العمالية في البرلمان البريطاني، التي تقود حاليا تحقيقا برلمانيا في الاستدامة في صناعة الأزياء، وفي حين تمت الإشادة بعلامات تجارية كبرى مثل "بربري" و"غوتشي" لتجنبهما استخدام فرو الحيوانات في مجموعاتهما الأخيرة، فقد لا يكون البديل أفضل بكثير لأن المواد مصنعة من ألياف تركيبية مشتقة من أنواع الوقود الأحفوي، وتسهم في انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وتحدّثت غريغ لصحيفة "الإندبندنت" وأوضحت أن "الفرو الاصطناعي" لا يمكن إعادة تدويره، وغالبا ما ينتهي به المطاف في مدافن النفايات، نتيجة لثقافة الموضة السريعة، مما يعني أن الملابس يتم ارتداؤها ثم التخلص منها لإفساح المجال للاتجاه التالي.
وقالت: "تخبرنا الموضة أنه بإمكاننا الحصول على أي شيء نريده، وأننا لا نريد أن نقتل الحيوانات للحصول على الفرو، لكن ما لا تخبرنا عنه هو عواقب الكربون الناتجة من استخراج المواد البديلة"، موضحة: "هذه الملابس مصنوعة بالكامل من ألياف اصطناعية مثل البوليستر الذي هو منتج ثانوي لصناعة البترول"، وأشارت إلى أن الأسلوب المستدام الذي يشار إليه في كثير من الأحيان هو إهداء هذه الملابس إلى المتاجر الخيرية بعد الاستخدام، لكن ذلك له عواقب أيضا، حيث لا يباع الكثير من هذه الملابس.
وأدى ظهور العلامات التجارية المتخصصة في الفراء الاصطناعي، مثل شربمس، وشارلوت سيمون، إلى أن المواد أصبحت الآن مطلوبة جدا من قبل المتسوقين والمشاهير، حيث اتجهت عارضتا الأزياء كيت موس، وأليكسا تشونغ، إلى طلب هذا النوع من الفراء.
وأوضحت غريغ أنها لا تدعو إلى فرض حظر على الفراء الاصطناعي، ولكنها قالت إن المتسوقين بحاجة إلى التثقيف بشأن العواقب البيئية لعاداتهم الشرائية، ومنذ بدء التحقيق الذي تجريه لجنة التدقيق البيئي، لاحظت غريغ أن بعض منشورات الأزياء تبذل جهدا كبيرا لترويج الملابس القديمة، وتقدم نصائح بشأن مصادر المواد القديمة، مؤكدة أن الحملة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يزال الطريق طويلا لرؤية تغير ملموس حقيقي في الصناعة حين يتعلق الأمر بالبيئة.
اقرا ايضا :إطلالة من الفرو على طريقة مدوّنة الموضة زينت حمّود
قد يهمك ايضا :كوني أنيقة بالفرو في فصل الشتاء على طريقة المصممات المُحجبات