الرباط - نعيمة المباركي
أكَّد وزيرُ الخارجيَّة والتعاون، صلاح الدين مزوَار، أنَّ "أفريقيَا صارت قارَّة صاعدَة، لهَا نخبٌ جديدة، تشقّ مسارَ الديمقراطية، وأنها تستفيدُ في ذلك من ثرواتٍ ظلتْ دون استغلال أمثل في السابق، بينما يرتقبُ أنْ تصبح قوَّة العمل الأولى في العالم بعد ثلاثين عامًا، إلى جانب آسيَا".
وأشار مزوَار، الذي حل صباح الثلاثاء، ضيفًا على احتفالية تخليد "يوم أفريقيَا" إلى جانب مجموعة من السفراء الأفارقة المعتمدين لدَى المغرب، وكذا ممثلة البنك الأفريقي، لدى الرباط، وشخصيَّات سياسيَّة ديبلوماسيَّة، والذي نظَّمته المؤسسة الدبلوماسية بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون".
وأشار إلى أنَّ "المقاربة الملكية في أفريقيا تستمد قوتها من التنمية البشرية والمندمجة، والجانب الروحاني والاستقرار، وكذا آفاق وضع آليات جديدة لتعزيز التعاون "جنوب-جنوب"، داعيًا النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى "مواكبة التحولات الجارية في القارة".
وأضاف أن" التحديَّات الأمنيَّة التي تواجههَا أفريقيَا، اليوم، لنْ تجدَ حلَّهَا عبر السلاح، وإنمَا تلزمهَا تنميَة اقتصاديَّة وبشريَّة، ومقاربة متجددة"، مشيرًا إلى أنَّ "التطرفَ الدينِي الذِي يؤرقُ عددًا من بلدان القارَّة، دخيلٌ على القارَّة، وليس منْ شيم ماضيهَا، لأنَّ أفريقيَا ظلتْ عبر تاريخِهَا قارَّة اعتدالٍ، على حد تعبيره.
وتابع مزوار، أنَّ "المملكة التي مضَى عاهلُهَا في زيارةٍ كانتْ الأطول من نوعها إلى أفريقيا، كانت ترنُو إلى شراكةٍ "رابح رابح"، مع الدول الأفريقيَّة، لأنها لا تحتاجُ دروسًا، وإنمَا شراكة، والمغرب في ذلكَ لا يعطِي الدرُوس لأحدٍ بقدر ما يبحثُ عن علاقاتٍ مثمرة تعُود بالنفع على الأطراف جميعها".
وقالت الممثلة المقيمة للبنك الأفريقي للتنمية في المغرب، أن "أفريقيا تشهد حاليًا تنمية اقتصادية استثنائية ينبغي أن تستمر"، موضحة أن "أفضل طريقة لمواصلة هذا النمو الاقتصادي تتمثل في اندماج القارة عبر التعاون بين جميع البلدان، ولاسيما من خلال سلاسل القيمة".
وأشار إلى أن "لكل منطقة خصوصياتها ومؤهلاتها لكن يتعين عليها التكامل في ما بينها"، مُؤكِّدة أن "هذا التعاون "جنوب-جنوب" يتيح إلى بعض البلدان الاستفادة من كفاءات وموارد البلدان الأخرى".
من جانبه، اعتبر الأمين العام للمؤسسة الدبلوماسية، جان كريستوف بيرتران، أن "هذا اللقاء يُمكِّن من جمع السفراء الأفارقة، والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، بشأن العمل المغربي في أفريقيا، من خلال التركيز على المبادرات الكبرى للتعاون القائمة منذ سنوات عدة، خصوصًا في مجالات الصحة والتجارة الخارجية والتربية".
وأضاف جان كريستوف بيرتران، أنه "مع تعدد زيارات الملك لأفريقيا ندرك أن هناك دينامية على مستوى مبادلات التعاون "جنوب-جنوب"، التي تُمكِّن المقاولات الصغرى والمتوسطة من الحضور في كبريات الأسواق الأفريقية وتعزيز أرقام معاملاتها".