الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية

الرباط ـ لينا عاصي

تتجه العلاقات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية نحو مزيد من التصعيد وشد الحبال، بسبب موقف الطرفين المتباعد من مشروع قانون إصلاح أنظمة التقاعد، الذي عرضته الحكومة على البرلمان للمصادقة عليه، ويتضمن إجراءات غير شعبية منها رفع سن التقاعد إلى 63 عامًا وتقليص قيمة المعاشات وزيادة نسبة الاشتراكات العمالية.

ورفضت 5 نقابات عمالية مناقشة محتوى المشروع أمام مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان المغربي أول من أمس، وحالت دون فسح المجال أمام وزير الموازنة الإدريسي الأزمي لتقديم عرضه، إلى حين إعلان رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران فتح باب الحوار مجدداً مع التمثيليات النقابية، وإعادة النظر في المشروع الذي اعتبرته يضر بمصالح نصف مليون متقاعد وعائلاتهم. ووعدت الحكومة بإمكان العودة إلى طاولة الحوار قريباً، شرط التزام الفرقاء بمناقشة المشروع وعدم سحبه من البرلمان وتعديله إن اقتضى الأمر.

وأظهرت 10 ساعات من النقاشات الحادة في لجنة المال الفرعية، عمق الهوة بين النقابات، التي تقول إن صدقيتها على المحك إذا وافقت على تمرير قانون التقاعد، وموقف الحكومة المتشبث بالمشروع كونه جزءاً من خطة إصلاحية تعهدت بها لدى المنظمات الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي الذي كان منح الرباط 12.6 بليون دولار من خطوط الائتمان الوقائية التي ستنتهي في آب (أغسطس) المقبل.

وقال الأزمي إن  الصندوق المغربي للتقاعد» خسر 10 بلايين درهم (1.1 بليون دولار) من احتياطه المالي وأصوله النقدية بين عامي 2014 و2016، معتبرًا أن كل تأخير في إصلاح حسابات الصندوق سيكلف سنوياً أكثر من 6 بلايين درهم، وقد ينفد الاحتياط نهائياً عام 2022 في حال عدم معالجة الخلل المالي المتراكم منذ 12 عامًا.

وتقدّر أصول "«الصندوق المغربي للتقاعد"، بحسب دراسة للمجلس الأعلى للحسابات، بنحو 87 بليون درهم، وسيحتاج إلى 10 أضعاف هذا المبلغ لتسديد معاشات المتقاعدين الجدد خلال العقدين المقبلين. ووعدت الحكومة بضخ 41 بليون درهم في حسابات الصندوق خلال السنوات الخمس المقبلة، ورفع المساهمات الفردية للعمال والموظفين إلى 28 في المئة من إجمالي الأجور، وزيادة سنوات الخدمة العملية ثلاث سنوات تدريجيًا، ما قد يساهم في تأجيل الأزمة إلى سنة 2030 بانتظار إيجاد حل جذري وشامل لكافة صناديق التقاعد المغربية، وعددها 4، اثنان منها للقطاع العام واثنان للقطاع الخاص، وكلها تعاني بدرجات مختلفة صعوبات مالية.

وترفض النقابات تحميل الأجراء والعمال وحدهم مسؤولية إنقاذ صناديق التقاعد التي عانت من الفساد وسوء التدبير والمحسوبية والزبونية وضعف الرقابة لعقود طويلة، كانت خلالها أموال ومدخرات العمال والموظفين تُنفق في مشاريع غير مربحة وأحياناً مفلسة. وتطالب النقابات لتدقيق جديد في وضع «الصندوق المغربي للتقاعد، ونشر كل حساباته أمام الرأي العام وتحميل المسؤولية للمخالفين وإحالتهم على القضاء. وتتجنب الحكومة الخوض في تفاصيل الأسباب والمسببات، وتدفع باتجاه إقرار المشروع في مجلس النواب حيث تملك غالبية عددية، عكس مجلس المستشارين الذي تتواجد فيه النقابات العمالية والمعارضة اليسارية والحداثية.

ويُنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدًا من التصدع في العلاقات بين الطرفين لمناسبة عيد العمّال في أيار /مايو المقبل، وخروج مئات آلاف المتظاهرين ضد سياسة الحكومة الإسلامية التي أنجزت كل إصلاحاتها الاقتصادية على حساب الطبقات الوسطى والمتعلمة، التي تحملت وزر إصلاح صندوق المقاصة لدعم الأسعار وتحرير قطاعات الطاقة والمحروقات والخدمات، والتمهيد لتحرير قطاع العلاجات الطبية والتعليم العالي الجامعي وإخضاعه لمنطق اقتصاد السوق، ما تعتبره النقابات إقصاءً للطبقات الفقيرة من التعليم والصحة.

وقال مصدر نقابي لـ "الحياة" إن الحكومة قلصت دعم الأسعار من 56 بليون درهم عام 2012 إلى 14 بليونًا خلال العام الحالي، ما أتاح لها معالجة الحسابات الماكرو اقتصادية والتغلب على الصعوبات المالية التي كانت ارتبطت بأسعار الطاقة، وفي المقابل لم تنفذ أي إصلاحات تفيد الطبقات الوسطى والشباب الذين زادت البطالة في صفوفهم إلى 25 في المئة، وأصبح أكثر الناس تعلماً في المجتمع من دون عمل». واستبعد إقرار مشروع قانون التقاعد في البرلمان إلى حين الاتفاق على نسخة أخرى بين الحكومة والنقابات. ويعتقد محللون أن قانون التقاعد سيكون أحد الملفات الساخنة في الانتخابات البرلمانية في الخريف المقبل، وتسعى الحكومة إلى إقراره قبل هذا التاريخ، بينما تعمل المعارضة والنقابات على تأجيل النقاش إلى حين اقتراب موعد الانتخابات.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

الليرة التركية تتراجع إلى أدنى مستوى خلال شهرين بعد…
أسعار الغذاء العالمية ترتفع في حزيران للمرة الأولى في…
مؤسس "تيليغرام" يتعهّد بدفع أكثر من 1.2 مليار دولار…
فتح "شبه كلي" للاقتصاد في مصر و"صندوق النقد" يتجه…
حزمة دعم القطاع الخاص تقلّص تداعيات "كورونا" على الناتج…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة