اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية بسبب القانون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"إصلاح أنظمة التقاعد" يزيد الوضع تأزمًا

اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية بسبب القانون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية بسبب القانون

اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية
الرباط ـ لينا عاصي

تتجه العلاقات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية نحو مزيد من التصعيد وشد الحبال، بسبب موقف الطرفين المتباعد من مشروع قانون إصلاح أنظمة التقاعد، الذي عرضته الحكومة على البرلمان للمصادقة عليه، ويتضمن إجراءات غير شعبية منها رفع سن التقاعد إلى 63 عامًا وتقليص قيمة المعاشات وزيادة نسبة الاشتراكات العمالية.

ورفضت 5 نقابات عمالية مناقشة محتوى المشروع أمام مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان المغربي أول من أمس، وحالت دون فسح المجال أمام وزير الموازنة الإدريسي الأزمي لتقديم عرضه، إلى حين إعلان رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران فتح باب الحوار مجدداً مع التمثيليات النقابية، وإعادة النظر في المشروع الذي اعتبرته يضر بمصالح نصف مليون متقاعد وعائلاتهم. ووعدت الحكومة بإمكان العودة إلى طاولة الحوار قريباً، شرط التزام الفرقاء بمناقشة المشروع وعدم سحبه من البرلمان وتعديله إن اقتضى الأمر.

وأظهرت 10 ساعات من النقاشات الحادة في لجنة المال الفرعية، عمق الهوة بين النقابات، التي تقول إن صدقيتها على المحك إذا وافقت على تمرير قانون التقاعد، وموقف الحكومة المتشبث بالمشروع كونه جزءاً من خطة إصلاحية تعهدت بها لدى المنظمات الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي الذي كان منح الرباط 12.6 بليون دولار من خطوط الائتمان الوقائية التي ستنتهي في آب (أغسطس) المقبل.

وقال الأزمي إن  الصندوق المغربي للتقاعد» خسر 10 بلايين درهم (1.1 بليون دولار) من احتياطه المالي وأصوله النقدية بين عامي 2014 و2016، معتبرًا أن كل تأخير في إصلاح حسابات الصندوق سيكلف سنوياً أكثر من 6 بلايين درهم، وقد ينفد الاحتياط نهائياً عام 2022 في حال عدم معالجة الخلل المالي المتراكم منذ 12 عامًا.

وتقدّر أصول "«الصندوق المغربي للتقاعد"، بحسب دراسة للمجلس الأعلى للحسابات، بنحو 87 بليون درهم، وسيحتاج إلى 10 أضعاف هذا المبلغ لتسديد معاشات المتقاعدين الجدد خلال العقدين المقبلين. ووعدت الحكومة بضخ 41 بليون درهم في حسابات الصندوق خلال السنوات الخمس المقبلة، ورفع المساهمات الفردية للعمال والموظفين إلى 28 في المئة من إجمالي الأجور، وزيادة سنوات الخدمة العملية ثلاث سنوات تدريجيًا، ما قد يساهم في تأجيل الأزمة إلى سنة 2030 بانتظار إيجاد حل جذري وشامل لكافة صناديق التقاعد المغربية، وعددها 4، اثنان منها للقطاع العام واثنان للقطاع الخاص، وكلها تعاني بدرجات مختلفة صعوبات مالية.

وترفض النقابات تحميل الأجراء والعمال وحدهم مسؤولية إنقاذ صناديق التقاعد التي عانت من الفساد وسوء التدبير والمحسوبية والزبونية وضعف الرقابة لعقود طويلة، كانت خلالها أموال ومدخرات العمال والموظفين تُنفق في مشاريع غير مربحة وأحياناً مفلسة. وتطالب النقابات لتدقيق جديد في وضع «الصندوق المغربي للتقاعد، ونشر كل حساباته أمام الرأي العام وتحميل المسؤولية للمخالفين وإحالتهم على القضاء. وتتجنب الحكومة الخوض في تفاصيل الأسباب والمسببات، وتدفع باتجاه إقرار المشروع في مجلس النواب حيث تملك غالبية عددية، عكس مجلس المستشارين الذي تتواجد فيه النقابات العمالية والمعارضة اليسارية والحداثية.

ويُنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدًا من التصدع في العلاقات بين الطرفين لمناسبة عيد العمّال في أيار /مايو المقبل، وخروج مئات آلاف المتظاهرين ضد سياسة الحكومة الإسلامية التي أنجزت كل إصلاحاتها الاقتصادية على حساب الطبقات الوسطى والمتعلمة، التي تحملت وزر إصلاح صندوق المقاصة لدعم الأسعار وتحرير قطاعات الطاقة والمحروقات والخدمات، والتمهيد لتحرير قطاع العلاجات الطبية والتعليم العالي الجامعي وإخضاعه لمنطق اقتصاد السوق، ما تعتبره النقابات إقصاءً للطبقات الفقيرة من التعليم والصحة.

وقال مصدر نقابي لـ "الحياة" إن الحكومة قلصت دعم الأسعار من 56 بليون درهم عام 2012 إلى 14 بليونًا خلال العام الحالي، ما أتاح لها معالجة الحسابات الماكرو اقتصادية والتغلب على الصعوبات المالية التي كانت ارتبطت بأسعار الطاقة، وفي المقابل لم تنفذ أي إصلاحات تفيد الطبقات الوسطى والشباب الذين زادت البطالة في صفوفهم إلى 25 في المئة، وأصبح أكثر الناس تعلماً في المجتمع من دون عمل». واستبعد إقرار مشروع قانون التقاعد في البرلمان إلى حين الاتفاق على نسخة أخرى بين الحكومة والنقابات. ويعتقد محللون أن قانون التقاعد سيكون أحد الملفات الساخنة في الانتخابات البرلمانية في الخريف المقبل، وتسعى الحكومة إلى إقراره قبل هذا التاريخ، بينما تعمل المعارضة والنقابات على تأجيل النقاش إلى حين اقتراب موعد الانتخابات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية بسبب القانون اضطرابات بين النقابات المركزية والحكومة المغربية بسبب القانون



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:11 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الميزان

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف"يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 10:54 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامي أسامة منير يقدم نصائح للشباب عن فترة "الخطوبة"

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان

GMT 17:15 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

رجاء بني ملال يهزم الماص في عقر داره بهدفين

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya