الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الخزف في العراق

بغداد – نجلاء الطائي

أكّد الخزّاف العراقي تمار فهمي، أنّ فن الخزف في العراق واحد من الفنون التشكيلية الجميلة والمهمة، خاصة أنه يجمع بين مختلف الفنون التشكيلية، ويعد الخزف أصعب أنواعها.

وأوضح أن فن الخزف ظهر في بلاد ما بين النهرين في العصور ما قبل التاريخ، إذ زينت جدران المعابد بأوتاد صغيرة من الفخار المزجج الذي استخدم في تغليف جدران المقابر أيضًا والقصور في مدينة الوركاء الواقعة جنوب العراق في محافظة الناصرية، وهي من المدن التاريخية العريقة لما لها من إرث عظيم.

وكانت هذه المدينة، من أوائل المدن في العالم استخدمت هذا الفن منذ 4500 ق.م أي قبل التاريخ ومرورًا بعصر فجر السلالات كالعصر الأكدي والسومري والبابلي القديم والحديث. كما اكتشف في هذه المدينة، الكتابة قبل 3500 سنة ق.م .

وكانت بصمات الفنان يحيى الواسطي والزخارف المعمارية التي تزين القباب والمنائر والأطواق والدواوين من أبرز العناصر التي أبدعتها بغداد, فقد كان لقسم السيراميك أهمية كبيرة ليعبر عن جمالية الحضارة والفن العراقي القديم والحديث من خلال المزج ما بين الماضي والحاضر.

وكشف الفنان الموهوب تيمار فهمي، عن طريقة عمله وكيف جاءت موهبته هذه قائلًا " إن فن الخزف يمثل الفن العراقي الأصيل القديم مع إضفاء الطابع الحديث، وبالتالي خلق قطع خزفية فنية وبجمالية متناهية, أعمالنا تقدم على شكل هدايا للسفراء والبعثات الدبلوماسية والضيوف الوافدين من العرب والأجانب لنعكس الحضارة العراقية السومرية والأكدية والبابلية والأشورية.

وأضاف فهمي، أن "أغلب أعمالهم ترتكز على التاريخ وبشكل فني متقن، مبينًا أن الخط العربي يحمل جمالية خاصة فنبذل ما بوسعنا في رسم هذا الخط وتوظيفه وإبرازه على البازات وبقية الأشكال الخزفية، وهذا الأسلوب كان موجودًا عن طريق الطبع فقط, أنا وشقيقتي تمارة وهي معي في هذا القسم وبإرشادات والدي الفنان التشكيلي المعروف (فهمي عمر) فأسلوبنا هو الحفر والنقش لهذه الحروف والكتابات المسمارية على القطع ولهذا ترينها بهذا الجمال ونحافظ على خصوصيتنا في هذا العمل.

وأجاب بشأن استخدام البورك بدل الطين في اعماله، قائلًا إن "مادة الطين أقرب إلى عملنا، لكن البورك يستخدم القوالب وبالأخص الأشكال الكروية وأيضا كقالب لكثير من البصمات التي تعبر عن تراث بلدنا المأخوذ من الآثار والحضارة السومرية والبابلية بأشكالها الصورية أيام بدء الخليقة.

وأشار تيمار فهمي، إلى مراحل عمل الخزف باستعمال الطين " الذي يمر بعدة مراحل بدءًا تتم تنقيته من الشوائب وتضاف إليه مواد خاصة تجعله أكثر ليونة وتماسكًا بحيث يتحمل درجة حرارة الفرن (960) ° م أثناء الفخار. وتأتي بعدها عملية عجن الطين وعادة ما نستخدمه باليد، وذلك لعدم توفر أجهزة خاصة لهذا الغرض وهي تسهل لنا العملية برمتها واختصارًا للزمن، ولكن ماذا عسانا أن نفعل فهذه الإمكانيات المتوفرة لدينا، لافتًا إلى أن هذه العملية هي من الطرق اليدوية ويأتي بعدها النموذج المراد وبعدها يأخذ الشكل المطلوب.

وتابع فهمي، طريقة عمل الخزف لنصل إلى مرحلة  كتابة الرموز والحروف أو الحفر، ويترك حتى يجف من الماء الزائد ويتم إدخال الأعمال إلى الفرن ولمدة من (7-9) ساعات وما بين درجة حرارة ( 700-1000) ° م، وبهذا يكون الشكل المطلوب صلبًا وجاهزًا، وتسمى هذه المرحلة " البسكت "، وبعدها يطلى بأساس عن طريق الرش بجهاز " الكومبريس"، ثم يُضاف إليها أوكسيد وهي عبارة عن معادن زنك الحديد, ويتم تحضيرها كيميائيًا لاستخراج اللون النهائي وبعد الانتهاء من عملية التلوين يتم إدخالها إلى الفرن مرة ثانية لغرض "التزجيج" وبنفس الدرجة .

وأبرز الخزاف فهمي، المعوقات التي تصادف أعمالهم، منها عدم امتلاك أي وسيلة من الإنتاج من أفران وورشة إنتاج لتصفية الطين، وهذا من أساسيات عمل الخزف وافتقارنا إلى لوازم الإنتاج لاختصار الوقت, ولكن نأمل أن القادم أفضل.

ولفتت شقيقته تمارة التي لديها نفس الموهبة بطموحها، إلى اطلاع العالم العربي والعالمي على مواهبنا وإبراز نتاجاتنا الفنية المعبرة والمستوحاة من إرث تاريخنا العريق لما يحمله من أصالة وعراقة، ولا بد من التوسع في عملنا من خلال رفد الخبرات العلمية والأكاديمية من أساتذة وخبراء لمواكبة التطور.

وطالبت تمارة، الحكومة بإقامة دورات حسب الاختصاصات الشبابية التي تشمل التطريز والخياطة و النحت والخزف والإكسسوار وفن الماكير, مبينًا أن هذه الدورات يجب أن تطبق داخل وخارج العراق، بغية الإطلاع على آخر التقنيات الموجودة لديهم ونتهيأ لإقامة معرض شخصي أنا وأخي تيمار ويضم عددًا من الأعمال الخزفية واللوحات التشكيلية, وهذا المعرض ليس تجاريًا بقدر ما هو فني ومعنوي لإبراز إمكانيتنا وقدراتنا الحقيقية وأيضًا هو امتداد لمسيرة والدي العزيز الفنان (فهمي عمر) الذي لا ننسى جهوده معنا ولونه الخاص في فن التشكيل.

وشددت بالقول، "في العراق تطبق مقولة "الحاجة أم الاختراع"، وفي العراق لا ينبض الفكر والحاجة إلا لإرواء الروح بالفن في شتى تخصصاته، ولهذا يظل الفن يبحث عن البدائل المنتجة المحققة للنوعية في المنتج الفني العراقي.

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة