الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ظهر في بلاد ما بين النهرين منذ 4500 سنة قبل الميلاد

الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

الخزف في العراق
بغداد – نجلاء الطائي

أكّد الخزّاف العراقي تمار فهمي، أنّ فن الخزف في العراق واحد من الفنون التشكيلية الجميلة والمهمة، خاصة أنه يجمع بين مختلف الفنون التشكيلية، ويعد الخزف أصعب أنواعها.

وأوضح أن فن الخزف ظهر في بلاد ما بين النهرين في العصور ما قبل التاريخ، إذ زينت جدران المعابد بأوتاد صغيرة من الفخار المزجج الذي استخدم في تغليف جدران المقابر أيضًا والقصور في مدينة الوركاء الواقعة جنوب العراق في محافظة الناصرية، وهي من المدن التاريخية العريقة لما لها من إرث عظيم.

الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

وكانت هذه المدينة، من أوائل المدن في العالم استخدمت هذا الفن منذ 4500 ق.م أي قبل التاريخ ومرورًا بعصر فجر السلالات كالعصر الأكدي والسومري والبابلي القديم والحديث. كما اكتشف في هذه المدينة، الكتابة قبل 3500 سنة ق.م .

وكانت بصمات الفنان يحيى الواسطي والزخارف المعمارية التي تزين القباب والمنائر والأطواق والدواوين من أبرز العناصر التي أبدعتها بغداد, فقد كان لقسم السيراميك أهمية كبيرة ليعبر عن جمالية الحضارة والفن العراقي القديم والحديث من خلال المزج ما بين الماضي والحاضر.

وكشف الفنان الموهوب تيمار فهمي، عن طريقة عمله وكيف جاءت موهبته هذه قائلًا " إن فن الخزف يمثل الفن العراقي الأصيل القديم مع إضفاء الطابع الحديث، وبالتالي خلق قطع خزفية فنية وبجمالية متناهية, أعمالنا تقدم على شكل هدايا للسفراء والبعثات الدبلوماسية والضيوف الوافدين من العرب والأجانب لنعكس الحضارة العراقية السومرية والأكدية والبابلية والأشورية.

وأضاف فهمي، أن "أغلب أعمالهم ترتكز على التاريخ وبشكل فني متقن، مبينًا أن الخط العربي يحمل جمالية خاصة فنبذل ما بوسعنا في رسم هذا الخط وتوظيفه وإبرازه على البازات وبقية الأشكال الخزفية، وهذا الأسلوب كان موجودًا عن طريق الطبع فقط, أنا وشقيقتي تمارة وهي معي في هذا القسم وبإرشادات والدي الفنان التشكيلي المعروف (فهمي عمر) فأسلوبنا هو الحفر والنقش لهذه الحروف والكتابات المسمارية على القطع ولهذا ترينها بهذا الجمال ونحافظ على خصوصيتنا في هذا العمل.

وأجاب بشأن استخدام البورك بدل الطين في اعماله، قائلًا إن "مادة الطين أقرب إلى عملنا، لكن البورك يستخدم القوالب وبالأخص الأشكال الكروية وأيضا كقالب لكثير من البصمات التي تعبر عن تراث بلدنا المأخوذ من الآثار والحضارة السومرية والبابلية بأشكالها الصورية أيام بدء الخليقة.

وأشار تيمار فهمي، إلى مراحل عمل الخزف باستعمال الطين " الذي يمر بعدة مراحل بدءًا تتم تنقيته من الشوائب وتضاف إليه مواد خاصة تجعله أكثر ليونة وتماسكًا بحيث يتحمل درجة حرارة الفرن (960) ° م أثناء الفخار. وتأتي بعدها عملية عجن الطين وعادة ما نستخدمه باليد، وذلك لعدم توفر أجهزة خاصة لهذا الغرض وهي تسهل لنا العملية برمتها واختصارًا للزمن، ولكن ماذا عسانا أن نفعل فهذه الإمكانيات المتوفرة لدينا، لافتًا إلى أن هذه العملية هي من الطرق اليدوية ويأتي بعدها النموذج المراد وبعدها يأخذ الشكل المطلوب.

وتابع فهمي، طريقة عمل الخزف لنصل إلى مرحلة  كتابة الرموز والحروف أو الحفر، ويترك حتى يجف من الماء الزائد ويتم إدخال الأعمال إلى الفرن ولمدة من (7-9) ساعات وما بين درجة حرارة ( 700-1000) ° م، وبهذا يكون الشكل المطلوب صلبًا وجاهزًا، وتسمى هذه المرحلة " البسكت "، وبعدها يطلى بأساس عن طريق الرش بجهاز " الكومبريس"، ثم يُضاف إليها أوكسيد وهي عبارة عن معادن زنك الحديد, ويتم تحضيرها كيميائيًا لاستخراج اللون النهائي وبعد الانتهاء من عملية التلوين يتم إدخالها إلى الفرن مرة ثانية لغرض "التزجيج" وبنفس الدرجة .

وأبرز الخزاف فهمي، المعوقات التي تصادف أعمالهم، منها عدم امتلاك أي وسيلة من الإنتاج من أفران وورشة إنتاج لتصفية الطين، وهذا من أساسيات عمل الخزف وافتقارنا إلى لوازم الإنتاج لاختصار الوقت, ولكن نأمل أن القادم أفضل.

ولفتت شقيقته تمارة التي لديها نفس الموهبة بطموحها، إلى اطلاع العالم العربي والعالمي على مواهبنا وإبراز نتاجاتنا الفنية المعبرة والمستوحاة من إرث تاريخنا العريق لما يحمله من أصالة وعراقة، ولا بد من التوسع في عملنا من خلال رفد الخبرات العلمية والأكاديمية من أساتذة وخبراء لمواكبة التطور.

وطالبت تمارة، الحكومة بإقامة دورات حسب الاختصاصات الشبابية التي تشمل التطريز والخياطة و النحت والخزف والإكسسوار وفن الماكير, مبينًا أن هذه الدورات يجب أن تطبق داخل وخارج العراق، بغية الإطلاع على آخر التقنيات الموجودة لديهم ونتهيأ لإقامة معرض شخصي أنا وأخي تيمار ويضم عددًا من الأعمال الخزفية واللوحات التشكيلية, وهذا المعرض ليس تجاريًا بقدر ما هو فني ومعنوي لإبراز إمكانيتنا وقدراتنا الحقيقية وأيضًا هو امتداد لمسيرة والدي العزيز الفنان (فهمي عمر) الذي لا ننسى جهوده معنا ولونه الخاص في فن التشكيل.

وشددت بالقول، "في العراق تطبق مقولة "الحاجة أم الاختراع"، وفي العراق لا ينبض الفكر والحاجة إلا لإرواء الروح بالفن في شتى تخصصاته، ولهذا يظل الفن يبحث عن البدائل المنتجة المحققة للنوعية في المنتج الفني العراقي.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث الفنان تيمار فهمي يبين جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya