لندن ـ كاتيا حداد
قُتل إمام مسجد يدعى عبد الهادي عرواني رميًا بالرصاص، أثناء جلوسه داخل سيارة في ويمبلي صباح الثلاثاء. وتباينت الآراء إزاء المتهم الحقيقي بقتله خصوصًا وأن الضحية من أبرز معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وتجري شرطة مكافحة التطرف تحقيقات في الحادث.
وينحدر عرواني ينحدر من أصول سورية، ويبلغ من العمر 48 عامًا، وهو أب لستة أطفال، وأشار عدد من معارفه أنه دخل في صراع قضائي كذلك في المحكمة العليا بشأن مسجد "النور" في أكتون شرق لندن.
وأكّد المصلون أنّ الضحية كان من أبرز المشهورين بالاعتدال، أثناء فترة عمله في المسجد بين عامي 2005 و 2011. وأوضح أحد الذين يواظبون على الصلاة في المسجد، علي بيلاي، البالغ من العمر 50 عامًا "عرفت الإمام على مدار سنوات عديدة، كنت أستمع إلى خطبه التي تتسم بالبساطة، كما أنه يرفض التطرف".
وأضاف "جاء نجل أبو حمزة إلى المسجد لكنه لم يلق أي خطب وأجبرته الإدارة علي الخروج من المسجد. لكن هناك حديث عن صراع مالي وأعتقد أنه على مبلغ يُقدر بحوالي 30 ألف جنيه إسترليني".
وأبدى عدد من أعضاء المجتمع المحلي مخاوفهم من أن يكون جرى استهداف الإمام بسبب معارضته الصريحة لتنظيم "داعش". وصرح أحدهم "لقد وقف على المنبر وقال أنا ضد (داعش). و كان يحظى باحترام كبير في مجتمعنا وقد يكون قُتل بسبب ذلك".
وبيّن صديق عبد الهادي عرواني، الدكتور خالد قمر الدين، أنّ القتيل غادر سورية عام 1982 مشيرًا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون وراء الحادث، وأضاف "إذا لم يكن.. فأحد رفاقه تورط في الحادث، لأن عبد الهادي كان نشطًا للغاية ضد الرئيس، ما يصدمني هو أنهم أطلقوا النار عليه في وضح النهار في وسط لندن" على حد تعبيره.
ولفت أصدقاء للضحية إلى أنه زار أخيرًا سورية في مناسبات عديدة من أجل تقديم الدعم للجماعات المسلحة ومكافحة تنظيم "داعش".
وبعد زيارته الأخيرة عام 2013 مر من الحدود التركية وتم استجوابه في وقت لاحق من قبل الأجهزة الأمنية عند عودته إلى بريطانيا.
وأضاف الدكتور قمر الدين "ذهب إلى سورية لتثقيف المقاتلين بشأن معاملة أسرى الحرب وعن حقوق الإنسان" على حد وصفه.
وقال صديق أخر "الله وحده يعلم سبب مقتله، ونأمل أن تعرف الشرطة السبب. نأمل ونصلي أن تجد الشرطة قاتله، كان عبد الهادي شخصًا لطيفًا جدا ومحبوبا في المجتمع المسلم، ووصلت رسائل التعزية من سورية وأبو ظبي ومن المملكة العربية السعودية".