الرباط_ المغرب اليوم
اعتبر وزير الخارجيَّة والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، أنّ انعقاد المؤتمر الإسلامي في السعوديَّة يأتي في "ظروف صعبة ومصيرية تجتازها منطقتنا في ظل استمرار التوترات الإقليمية والداخلية في عدد من البلدان والتي تهدد استقرار وأمن العالم الإسلامي".وأوضح مزوار، في كلمة ألقاها، الأربعاء، أمام وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي في السعودية، مواقف المغرب من القضايا التي تشغل العالم العربي في الآونة الأخيرة، خصوصًا الأوضاع في فلسطين والعراق وسوريَّة وليبيا.
وذكر "أنّ هذه التهديدات التي تطال أمن شعوبنا واستقرارها، تتوزع ما بين تطرف وإرهاب أعمى تقف وراءه جهات ظلامية تسيء إلى الإسلام كدين تسامح واعتدال، بتشددها وانغلاقها، وبين ما هو فتنة طائفية تبت سمومه الفرقة والعنصرية المقيتة داخل أوصال المجتمعات وما بين الدول، في وقت نحن مطالبون بوحدة الصف في مواجهة التحديات الصعبة التي تنتظرنا، والإنصات إلى صوت العقل والحكمة والتبصر ضدا على العدمية والجهل والظلام".
ولفت إلى أنّ تفعيل توصيات اجتماع لجنة القدس في دورتها الأخيرة التي احتضنها المغرب والتي ترأسها الملك محمد السادس، من شأنه الإسهام في وضع حد لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، عبر إقامة مشاريع ميدانية لفائدة المقدسيين لتشجيعهم على البقاء في أرضهم، وحماية الأماكن المقدسة، والموروث الثقافي الإسلامي لعاصمة الأديان.
واعتبر أنّ التصدي لموجة العنف في المنطقة الإسلامية، يفرض "تنسيقًا وتكاملاً في الرؤى والآليات لحماية دولنا من تسربات قوى التطرف والعنف والجريمة المنظمة، كما أن التعامل بحكمة وتبصر مع قضايانا الخلافية وحل أزماتنا من شأنه أن يجعلنا أكثر مناعة في مواجهة هذه الأخطار المحدقة بنا".
وتابع "نحن مطالبون اليوم بوضع حد لمأساة الشعب السوري، وإنهاء جحيم القتل والدمار الذي أودى بحياة المدنيين وشرد الأسر، وأجبرها على النزوح صوب دول أخرى، فيما يعاني المدنيون العزل من جحيم الحصار، في وقت عجز المنتظم الدولي على إيصال المساعدات الإنسانية إليهم".
وبخصوص الأزمة الليبية، فذكر مزوار أنّ "الأمور تتفاقم أكثر، ونأمل في دعم جهود المصالحة الوطنية وإقناع الأطراف المتصارعة بجدوى البحث عن أسس التوافق والوئام من أجل إنجاح مسلسل بناء ليبيا الجديدة".
وفي ما يتعلق بالعراق "الذي دخل أتون الفوضى والعنف، فإن من واجبنا حماية هذا البلد العريق من جحيم الإرهاب والنعرات الطائفية، ودعوة جميع مكوناته إلى ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل، حتى نحمي مؤسساته وشعبه، وحتى تبقى المنطقة ككل بمنأى عن نار الفتنة التي أخذت تزحف على دول أخرى مجاورة، وندعو الإخوة العراقيين إلى حوار وطني قائم على أساس المواطنة والعمل من أجل المصير المشترك بعيدًا عن الحسابات الطائفية، للحفاظ على السيادة الترابية للعراق ولحمته".