الدارالبيضاء - أسماء عمري
كَشَفَت مصادر مطلعة أن الزيارة التي يقوم بها العاهل المغربيّ إلى الولايات المتحدة ستخضع لمقاربة القرب، حيث ستُعطَى الأولوية للمواضيع الداخليَّة خاصة للمغرب وتطلعاته من واشنطن، وأولى هذه القضايا ستَكُون ملفّ الصحراء المتنازع عليها، والذي يمر من ظرفية دقيقة، إذ مِن المرتقب أن يضَع العاهل المغربي الرئيس الأميركي في قلب التغيُّرات الجديدة التي طرأت على الملفّ، وآخر المستجدَّات التي
تعرفها القضية، خاصَّة بعد خِطابِه الأخير في مناسبة عيد "المسيرة الخضراء"، والذي انتهَجَ طريقة جديدة في التعامل مع الملفّ، وحسب المصادر ذاتها فستُشكِّل هذه الزيارة فرصة لحشد الدعم الأميركي وتأيد الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها، الذي اقترحه المغرب سنة 2007 لإنهاء النزاع.
وستُشكِّل الزيارة مناسبة لبحث القضايا الإقليمية خاصة في غرب أفريقيا، وكذا المشكل والهاجس الأمني في منطقة الساحل والصحراء، التي أصبحت تشهد نموًا واضحا للجماعات "الإرهابية" و"الخارجة عن القانون"، حيث سيتم مناقشة دور المغرب في استتباب الأمن في المناطق التي تشهد انفلاتات أمنية، ودور واشنطن في المنطقة، والتي دأبت مند اوائل سنة 2000 عبر برامج مُعدَّة من طرف وزارتي الخارجية والدفاع على فتح قنوات الاتصال في ظلّ الشراكة المعنية بـ "مكافحة الإرهاب"، عبر الصحراء الكبرى.
وستروم هذه الزيارة، التي تندرج في إطار توثيق الروابط التاريخية والإستراتيجية التي تجمع البلدين منذ أكثر من قرنين، إضفاءَ ديناميّة جديدة على الشراكة المتميزة القائمة بينهما في مختلف المجالات، وتعزيز الحوار الثنائي الإستراتيجي.
وللإشارة، فقد وصل العاهل المغربي، في رفقة الأمير مولاي رشيد، وعدد من المسؤولين المغاربة، الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة، ووجد في استقباله مديرة التشريفات في الولايات المتحدة الأميركية ناتالي جونز، وسفيري المغرب في واشنطن رشاد بوهلال، والأمم المتحدة محمد لوليشكي، وكذا أعضاء سفارة المغرب في واشنطن، كما قدِمَت الجالية المغربية المقيمة في أميركا لاستقباله.