تونس_أزهار الجربوعي
أكد مصدر عسكري وفاة نقيب بالجيش التونسي إثر سقوطه في بئر عميقة أثناء تدريب عسكري مشترك لقوات الحرس والشرطة والديوانة (الجمارك) والجيش التونسي في "غابة دار شيشو" شمال البلاد، في حين أكد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي أنه لا يخشى "الدولة العميقة" التي خلّفتها الأنظمة الاستبدادية السابقة، وأن "التعيينات العسكرية والأمنية الأخيرة لم تكن خوفا من سيناريو انقلاب محتمل"، مؤكداً أن دعوته لإطلاق سرح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي كانت "نصيحة أخوية" نابعة من مسيرته النضالية والحقوقية ، مستنكرا موقف الإمارات وتدخلها لسحب سفيرها رغم أنها طرف ثالث غير معني بماجاء في تصريحاته من مصر .وأوضح المرزوقي في حديث له الخميس أن "الترقيات والتعيينات الأخيرة التي أجراها في السلك العسكري والأمني، كانت على بناء على معيار الكفاءة، دون أن يؤكد أو ينفي أن تغيير عدد من كوادر العجيش كان بسبب معلومات عن انقلاب عسكري".وبشأن علاقاته برجل الأعمال كمال اللطيف الذي يتمتع بنفوذ سياسي داخلي ودولي قوي فيما أكد مراقبون أنه يقف وراء وصول جميع رؤساء تونس المتعاقبين إلى قصر قرطاج وخاصة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان "تعيينه تم من طرف الشعب وليس من طرف كمال لطيف"، مضيفا "أن القضاء سينظر في مسألة هذا الرجل"، حسب تعبيره.وقال المرزوقي أنه يستمد قوته من الشعب ولا يخاف الدولة العميقة " التي تركتها الأنظمة الاستبدادية السابقة.وأكد المرزوقي أن تسمية العميد سامي بن سيك سالم مستشارا أول لدى رئاسة الجمهورية مكلفا بالشؤون الأمنية بعد ان كان يشغل مدير الأمن الرئاسي ،هو ترقية ولا تقف وراءه مخاوف من انقلاب أمني. وأضاف المرزوقي أن هذا التعيين يأتي في اطار ممارسة صلاحياته وحماية للمسار الانتقالي مما اعتبره إنفلاتا أمنيا وإعلاميا، على حد قوله.وبشأن خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي طالب فيه بالإفراج عن "المعتقلين السياسيين" في مصر بمن فيهم الرئيس المعزول، وهو ما اثار زوبعة ديبلوماسية أعقبها قرار مصري وإماراتي بسحب سفيريهما من تونس، قال الرئيس التونسي المنصف المزوقي "مصر ليست دولة أجنبية بالنسبة لي وهي جزء من ذاتي، و ما قلته فقط بوصفي حقوقيا وكانت نصيحة من أخ لأخ".وأشار الى انه لايعتبر تصريحاته الداعية إلى إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، تدخلا في الشأن المصري او نوعا من الدبلوماسية الفجة حسب وصفه، وإنما يعود " لمحبته الخاصة لمصر والمصريين ومن أجل المصالحة بين الاطراف السياسية وعودة الاستقرار"، وشدد المرزوقي على أن الشعب التونسي هو الوحيد الذي يمكنه إقرار ان كان ما صرح به تدخلا في الشان المصري من عدمه".أما بشأن الموقف الإماراتي فقد أبدى المرزوقي استغرابه منه، ووصفه بـ"السابقة" معتبرا أنه لم يفهم قرار الإمارات باستدعاء سفيرها "للتشاور"، باعتبار أنها طرف ثالث ولم يشملها خطابه أمام الجمعية العامة، واستدرك الرئيس المرزوقي "لن نرد على أي استفزاز" و "نريد أن تمر الأزمة".وتوقع المرزوقي أن تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في بتونس، ربيع 2014. مؤكدا أنه يقود رئاسة الجمهورية بعقلية "غير المترشح للإنتخابات المقبلة"، معتبرا ان الحديث عن ترشيح نفسه سابق لأوانه بانتظار تجليات المرحلة الانتقالية الراهنة وتطوراتها.ونفى المرزوقي ممارسة اي طرف سياسي الضغط عليه طيلة سنتين من توليه منصب رئيس للجمهورية.وقال : " إن الربيع العربي الذي انطلق في تونس لن يموت فيها"، معتبرا أن المرحلة الانتقالية التي تعبرها البلاد والحوار الوطني المزمع انطلاقه بعد أيام مخاض سينتهي بمولود سعيد هو الدولة الديمقراطية.وكان عدد من الأطراف السياسية قد دعت إلى تنحي المرزوقي عن منصبه، حيث اعتبر زعيم جبهة الانقاذ المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي أن مقترح الرباعية لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي " منقوصة" ولم تأت على مصير رئاسة الجمهورية ، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة مستقلة تقود البلاد نحو انتخابات نزيهة وشفافة يتطلب رئيس دولة مستقل، كما دعا زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم راشد الغنوشي الرئيس المرزوقي إلى مبارحة السلطة إذا كان ينوي ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، غير أن مستشاري المرزوقي والمقربين منه شددوا على أنه "لن يتنازل عن منصبه إلا لرئيس منتخب".على صعيد آخر، أعلنت مصادر عسكرية تونسية، عن مقتل النقيب بالبحرية العسكرية خليل بوجلبان نتيجة سقوطه في بئر عميقة مخفية بين الأعشاب وغير مؤشرة، ممّا أدى إلى وفاته.وأوضحت المصادر أن الحادث وقع على الساعة منتصف الليل و45 دقيقة من الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس، وذلك أثناء تدريب مشترك بين وحدات من الجيش الوطني وقوات الأمن الداخلي والديوانة (الجمارك) والحرس (الدرك)، في منطقة غابة دار شيشو الواقعة بين مدينتي الهوارية وحمام الغزاز من محافظة نابل (90 كم جنوب العاصمة التونسية).والنقيب خليل بوجلبان هو أصيل محافظة صفاقس ويبلغ من العمر 34 سنة وانخرط في سلك الجيش الوطنى التونسي منذ 14 سنة.وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق الرحموني أن قاضي التحقيق ومساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة العسكرية في تونس العاصمة قد تنقلا على عين المكان لمعاينة جثة الضابط المتوفي التي تم انتشالها فجرالخميس.