مقديشو ـ عبدالستار حسن
اكتسبت "حركة الشباب" زخمًا سياسيًا وعسكريًا من جديد، في وقت كانت فيه وسائل الإعلام المحلية تتناقل الانشقاقات الداخلية بين
قادة الحركة، والضعف العسكري، الذي يهيمن عليها لمدة عام، حيث أعاد الهجوم الانتحاري على المركز التجاري في نيروبي الحركة "الجهادية" إلى صدارة الإعلام المحلي والدولي. وقال الناطق باسم "حركة الشباب" الشيخ علي طيري،
في تصريح تناقلته وسائل الإعلام المحلية، أن "عناصر من حركة الشباب اقتحمت هذا المركز التجاري ردًا على التدخل الكيني في الأراضي الصومالية، مطالبًا الحكومة الكينية بسحب قواتها من الصومال، معتبرًا إياها "قوات احتلال في الصومال"، مُبينًا أن "هذا المركز كان تجمعًا يحتضن أعداء الإسلام"، مشيرًا إلى أنهم "مستعدين للتصدي لأية حملات عسكرية من جانب القوات الكينية".
وبعدما أعلنت "حركة الشباب" قتل الرهائن المحتجزين في هذا المركز، بدأت القوات الكينية بتنفيذ عملية اقتحام للمركز التجاري، في العاصمة نيروبي لتحرير الرهائن من أيدي المسلحين التابعين للحركة، غير أن هذا الهجوم كان يحمل رسائل عسكرية، ودلالات سياسية، من حيث التوقيت، والمكان الذي نفذ فيه .
وفي ردود الفعل الدولية والإقليمية، استنكرت الحكومة الصومالية بشدة الهجوم الانتحاري في المركز التجاري في العاصمة الكينية نيروبي، الذي تبنته "حركة الشباب"، المرتبطة بتنظيم "القاعدة" .
وقالت الحكومة في بيان صحافي، أصدره مكتب رئيس الصومال أن "الدولة الصومالية تقف إلى جانب المجتمع الدولي الذي ندد
بهذا العمل الوحشي، الذي قام به مسلحون من حركة الشباب"، كما عبر البيان عن "أسف الحكومة الصومالية وشعبها تجاه هذا الهجوم، الذي استهذف مركز ويست عيت، في العاصمة الكينية نيروبي"، داعيًا دول المنطقة إلى ضرورة التعاون والتكاثف في المجال الأمني، بغية التصدي للهجمات الإرهابية، التي تعد خطرًا على أمن المنطقة" .
ويرى المراقبون أن الهجوم الانتحاري في كينيا يؤثر سلبًا على الاقتصاد الكيني، ومستقبل وجود الاستثمار الأجنبي في المنطقة، إلى جانب القلق الذي يساور حياة رعايا دول الأجانب في نيروبي.
وقال المحلل السياسي نور محمد أن "هذا الهجوم سيؤدي إلى توسيع دائرة العملية العسكرية للاتحاد الأفريقي في الصومال، الذي يسعى لدعم الحكومة الصومالية، ومحاربة حركة الشباب"، مشيرًا إلى أن "هذا الهجوم سينعكس سلبًا على الجالية الصومالية في كينيا".
ومن جهته، يرى المحلل أدم أحمد أن "هذا الهجوم يرسل إلى دول المنطقة رسالة، مفادها أن "الحركة مازالت قوية، على الرغم من المحاولات الدولية والإقليمية لاجتثاث جذورها من قبل قوات الاتحاد الأفريقى، الذي يسعى جاهدًا لدعم الحكومة الصومالية"، موضحًا أنه "لم يخطر في بال أحد أن الحركة تستطيع السيطرة على مركز تجاري كبير، يقع قلب العاصمة الكينية نيروبي لبضعة أيام"، لافتًا إلى أن "هذا الأمر يزيد القلق الشعبي لدى الجالية الصومالية في كينيا".
وبدروه، يقول الصحافي الصومالي أبوبكر يوسف أن "هذا الهجوم يدل على هشاشة وضعف المخابرات الكينية، التي لم تستطع التنبؤ للمخططات حركة الشباب، ونواياها الشريرة، لزعزعة الأمن الكيني، والتصدي لأعمالها العسكرية داخل نيروبي"، مشيرًا إلى أن ضعف القوات الكينية يظهر عدم قدرتها على إحكام السيطرة على المركز التجاري، في الأيام الأولى من الهجوم، وهذه علامة واضحة على أنهم في حاجة إلى دعم عسكري، لمواجهة مثل هذه الهجمات الإرهابية" .
وفي شأن هدف الهجوم، أكد أبوبكر أن "هذا الهجوم لدى الشباب الصومالية كان انتقاميًا بالدرجة الأولى، على حد زعمها، وإرسال رسائل عسكرية لدول الجوار، لسحب قواتها من البلاد، إضافة إلى إمكان شن هجمات أخرى، ضد أهداف أجنبية في الإقليم" .
وترك هذا الهجوم مخاوف أمنية إقليمية، وأخرى دولية، فضلاً عن تزايد قلق الشعب الصومالي، لاسيما دول المنطقة، حيث أبدت دول منطقة القرن الأفريقي قلقها إزاء هذا الهجوم، وفي أثيوبيا دعا حزب سياسي معارض الجمهورية الفيدارالية، إلى سحب قواتها الموجودة في الصومال، والتي تدعم الحكومة الصومالية، تفاديًا لحدوث تفجيرات مماثلة في الأراضي الأثيوبية.