الدار البيضاء – يوسف عبد اللطيف
الدار البيضاء – يوسف عبد اللطيف
كشف مصدر مقرب أن تشكيل الغالبية الجديدة في المغرب دخل في مراحله النهائية، وبلغ مرحلة التفاوض بشأن الحقائب الوزارية.
وأفاد المصدر إلى "المغرب اليوم"، أن المفاوضات تسير بصورة إيجابية وتتطور، مؤكدًا أن هناك لقاءات مكثفة، سواء بين ثلاثي الغالبية "العدالة والتنمية"، و"التقدم والاشتراكية"، و"الحركة الشعبية"، أو مع رئيس "التجمع الوطني للأحرار" صلاح الدين مزوار،
وهو حزب ليبرالي معارض.
وأوضح المصدر أن أطراف المفاوضات تجاوزوا بعض نقط الاختلاف المتعلقة بالهيكلة الحكومية، إثر دخول الوضع السياسي في المغرب في انتظارية وصفت بـ"القاتلة"، دامت لقرابة العام، وذلك منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وفي غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحزب "التقدم والاشتراكية" امحمد كرين أن "ما يهم اليوم هو الانفراج، لأن تطلعات البلاد أكبر من أن ترهن في حسابات أخرى، وأصبح من غير المطاق استمرار الوضع إلى أكثر من هذا".
وأضاف المسؤول الحزبي، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أن "المغرب تنتظره ملفات كبرى، منها جلب الاستثمارات، وقضية وحدتنا الترابية، التي دخلت منعطفًا حاسمًا يقتضي تضافر جهود الفاعلين كافة"، مؤكدًا أن "وقت الحزم والجدية قد حان، ولا يحتمل تأخير أكثر من هذا، لوضع قطار الحكومة في سكته، والانكباب على الملفات التي تنتظر المغرب".
ولفت عضو الديوان السياسي إلى أن "جميع الفاعلين السياسيين، من رئيس الحكومة، وباقي مكونات الغالبية، بالإضافة إلى الحليف المستقبلي، التجمع الوطني للأحرار، لديهم الآن ما يكفي من المعطيات ووضوح في الرؤية، للوصول إلى تشكيل الحكومة".
وبالتزامن مع ذلك، قال الأمين العام بالنيابة لحزب "الحركة الشعبية" سعيد إمسكان إنه يتعين على الجميع أن يتصرف بحكمة وبرزانة أكبر.
وشدد، في حديث إلى "المغرب اليوم"، على "ضرورة أن يكون لدى الجميع درجة عالية من الوعي بالخطورة التي تواجه البلاد في كل المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي، وهو ما يفرض على الجميع تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة السياسية الضيقة، وعلى المصلحة الشخصية".
إلى ذلك، أكد عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" حامي الدين أن ما يهم اليوم هي "الكلفة السياسية".
وأوضح حامي الدين، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أن "الجميع مطالب بالحفاظ على الاستثناء المغربي، كتجربة نموذجية أدهشت العالم، وجنبت المغرب من الوصول إلى ما وصلت إليه العديد من بلدان الربيع الديمقراطي، والتي لم تخرج بعد منها".
ويرى القيادي الحزبي أن "من مصلحة الجميع، الفاعلين وأطراف العملية السياسية، الحرص على الحفاظ على الاستقرار والوحدة التي ينعم بهما المغرب، خلافًا لكثير من الدول الأخرى".