الرباط ـ رضوان مبشور
دان حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي "المعارض"، بشدة أي تدخل أجنبي أو عدوان عسكري يستهدف الشعب السوري، فيما استنكر في الوقت ذاته "مظاهر الإبادة الممارسة من كلا الطرفين المتناحرين في سورية".
وقال الناطق الرسمي للحزب حكيم بنشماش، في تصريح له نُشر على الموقع الرسمي للحزب على شبكة الإنترنت، الأحد، "من خلال المتابعة الدائمة
لمستجدات الحياة السياسية الوطنية والدولية، وبعد التطورات الأخيرة والمقلقة التي شهدها الملف السوري، والحديث عن قرب شن هجوم عسكري على سورية، فإن الحزب يدين عمليات حشد الدعم الأجنبي من طرف الحكومة السورية، ممثلاً في إيران وحلفائها، بالقدر ذاته الذي يدين فيه عمليات حشد دعم دول غربية وعربية لشن هجوم على سورية".
وحذر بنشماس، المجتمع الدولي، أنه من خلال تأجيج ذروة الصراع المسلح، ومحاولة التدخل العسكري، فإنه "بصدد خلق أفغانستان وعراق أخرى في المنطقة، والتاريخ يشهد على التداعيات السلبية التي راكمتها الدول الغربية في هذه المناطق، التي لا تزال تشهد توترًا كبيرًا واضطرابًا أمنيًا متواصلاً"، مؤكدًا قناعة حزب "الأصالة والمعاصرة" الراسخة بأن "إضعاف سورية هو تقوية مباشرة لإسرائيل وحلفائها"، داعيًا "مختلف التعبيرات السورية إلى الاحتكام للحوار، خدمةً للمصلحة العليا للشعب السوري، وقطع الطرق أمام المحاولات الأجنبية للتدخل في الشأن الداخلي السوري".
وأضاف المتحدث نفسه، أن "حزبه ومن خلال التصريحات والبيانات التي أصدرها في الفترة الأخيرة، والتي تهمّ الشأن الفلسطيني أو المصري أو السوري، ومن مسؤوليته السياسية وانشغاله بتسارع الأحداث المقلقة في المحيط الإقليمي والدولي، فإنه يدق ناقوس الخطر بشأن التفاعلات الخطرة التي من شأنها جرّ المنطقة إلى وضع يصعب الخروج منه"، مخاطبًا "صوت العقل في كل مكان من أجل وضع حد لهذا النزيف الذي تشهده المنطقة".
وأعرب حزب "التقدم والاشتراكية" المغربي، المشارك في الائتلاف الحاكم، عن رفضه فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، قائلاً " إن رفضه المطلق مبني على موقف مبدئي ثابت لأي تدخل عسكري، وأنه على يقين بأن ذلك لن يكون من شأنه إلا الزيادة في تأزيم أوضاع الشعب السوري، وشعوب المنطقة برمتها، وإلحاق المزيد من الخراب والدمار، وتقويض ما قد يكون لا يزال متوافرًا من فرص الحل السياسي للأزمة القائمة".
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، في وقت سابق، موقفها العلني والصريح بشأن ما يدور في سورية، وأصدرت بيانًا منتصف الأسبوع الماضي، أكدت خلاله "استنكارها واندهاشها للجرائم المروعة الأخيرة التي أدت إلى ألاف الضحايا ما بين قتيل ومصاب في منطقة الغوطة في ريف دمشق"، فيما استنكرت "استخدام أسلحة كيميائية محرمة دوليًا من قِبل الحكومة السورية"، وحملتها "مسؤولية الأحداث والعواقب التي ستنتج عنها".