الرباط ـ محمد الديب ، عبد لمجيد محمد
عاد موضوع جهاديو بلجيكا من أصول مغربية، الملتحقون في سورية ليثير الجدل في الأوساط السياسية والبرلمانية البلجيكية. ودخل سياسيون على الخط ونبهوا السلطات هناك إلى أنه لم يعد مسموحًا لـهؤلاء الاستمرار في تلقي المساعدات الاجتماعية المقدمة من قبل المركز العمومي للمساعدة الاجتماعية التي تخصصها حكومة بروكسيل للعاطلين عن العمل، والمقدرة شهريًا بأكثر من مليون سنتيمًا، ما يعادل٩٠٠ يورو. وبعد اشتداد الضغط على الحكومة البلجيكية، قررت وقف هذه المساعدات الاجتماعية، علمًا أن حكومة بروكسيل سبق أن تلقت معلومات من مصلحة الاستعلامات البلجيكية عن كون عشرات البلجيكيين من أصول مغاربية يستمرون في تلقي المساعدات المالية حتى وهم خارج التراب البلجيكي. وأشارت التقارير إلى أن الجهاديين البلجيكيين يعبرون على رأس كل شهر الحدود السورية في اتجاه تركيا ويسحبون تحويلاتهم المالية. وقال رئيس الحزب "الفلاماني" الاستقلالي المعارض، أنه من غير العدل أن يتحمل دافع الضرائب البلجيكي تقديم مساعدات اجتماعية لشباب بلجيكي لتمويل معاركهم في سورية. ولا تقتصر أفواج الجهاديين على المغاربة المقيمين في بلجيكا أو أوربا، بل يشمل أيضًا المغاربة المقيمين في المملكة المغربية، وتشير مجموعة من التقارير عن وجود العديد من المقاتلين المغاربة الذين يتوجهون إلى سورية دون علم السلطات المغربية، التي تؤكد رسميًا أن لا علم لها بسفر المغاربة إلى سورية للجهاد، بعد حصولهم على تزكية دينية من شيوخ سلفيين مغاربة الذين باركوا "الجهاد المحمود في سورية" ودعوا إلى نصرة المقاتلين فيها، على اعتبار أن سورية تشكل لدى التيار الجهادي العالمي الجبهة الحامية للجهاد. ومن بين هؤلاء الشيوخ السلفيين، الشيخ محمد المغراوي، وهو مؤسس دار القرآن في مدينة مراكش، والتي أغلقتها السلطات الدينية المغربية قبل أسابيع قليلة ماضية، وهناك الشيخ عمر الحدوشي، المعتقل السابق في السجون المغربية، والذي يعتبر رمزًا للسلفية الجهادية في المغرب، ويعمل على تزكية الفعل الجهادي في سورية للراغبين في السفر إليها. وأكد الباحث المغربي في التيارات الجهادية، عبد الله الرامي، أن حضور المغاربة على الجبهات في سورية يظهر بشكل جلي من خلال تصريحات السوريين المعارضين للنظام السوري، إلى جانب أخبار مقتل بعضهم في سورية خلال المعارك التي تدور رحاها بين المعارضة السورية والجيش النظامي. وفي غياب أرقام دقيقة بشأن أعدادهم في سورية، تفيد مجموعة من التقارير المتطابقة أن ’الجهاديين المغاربة الذين يتوجهون للحرب في سورية ضد نظام يشار، منهم من يسافر عبر الطائرة مباشرة من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء إلى تركيا ومن ثم إلى سورية عبر الحدود الشمالية، أو يصل تركيا من خلال التنقل عبر عدد من الدول مستفيدًا من غياب شرط التأشيرة لدخول الأراضي التركية. وبات الطربق عبر تركيا بالنسبة للمغاربة، كغيرهم من الجهاديين الوافدين من دول عربية أخرى، طريقًا سالكة وتقليدية، يسهلها تغاضي ودعم سلطات أنقرة، وتجاهل السلطات الأمنية في دول عربية أخرى يعبر منها المتطوعون كدول المغرب العربي.