الدار البيضاء - سعيد بونوار
سارعت التنظيمات الحقوقية المغربية إلى إصدار بيانات تنديد بالهجوم الشرس للشرطة والقوات المساعدة على متظاهرين ضد العفو الملكي على مغتصب أطفال مغاربة، وبين ضحايا القمع "البوليسي" فنانون ومثقفون وصحافيون ومواطنون عاديون وأساتذة جامعيون وأطفال، ودعت هذه التنظيمات مناضليها إلى مواصلة الاحتجاج
والتنديد بالعفو عن الإسباني المحكوم عليه بـ30 عاماً والتي لم يقض منها غير عامين و8 أشهر ليتمتع بالعفو والترحيل إلى الأراضي الإسبانية، كما طالبت بمحاكمة المسؤولين عن ذلك، ولم يسبق لعدد من التنظيمات الحقوقية المغربية أن توافقت في التعبئة ضد سلوك يمس حقوق الإنسان قدر ما يحدث حاليا من تضامن شعبي واسع للتنديد بالعفو المشار إليه.
وكشفت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان قائمة بأسماء المتظاهرين الذين تعرضوا للضرب والإهانة والاعتقال ليلة الجمعة وصباح السبت، وبين هؤلاء وجوه معروفة في المغرب، وكذلك المصابين الذين يرقدون في مصحات خاصة لتلقي العلاج.
وعبر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن "إدانته الشديدة للعنف الممارس ضد متظاهرين سلميين، في انتهاك واضح للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة المغربية، وخصوصا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة والحاطة من الكرامة، والإعلان العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان".
واعتبرت جمعيتا بيت الحكمة وحركة اليقظة المواطنة هذا الإجراء الأمني العنيف شكل ضربة لعموم المواطنات والمواطنين، واستفزازا للشعور العام لدى المغاربة، وحطا للكرامة البشرية، وأنه يسيئ لسمعة المغرب، ويمس بالمكتسبات المتحققة في مجال حقوق الإنسان ولمسار العدالة ومستلزمات المساواة بين عموم السجناء في الحقوق والواجبات، ويضع معايير وقواعد الاستفادة من العفو موضع مساءلة.
وذكرت حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، وهي تمثل القطاع الشبابي للحزب الاشتراكي الموحد، أن "القمع الهمجي" الذي تعرضت له المظاهرات بعدد من المدن المغربية، والذي أدى إلى إصابات بالغة في صفوف المحتجين بينهم أعضاؤها، هو سلوك سلطوي يرمي إلى حظر الاحتجاج وفرض حالة طوارئ غير معلنة ضد أشكاله كلها، وأن العفو على دانيال يمثل اغتصابا جماعيا للطفولة المغربية وخرقا سافرا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".
وتشكلت عبر المواقع الاجتماعية العالمية مجموعات من دول مختلفة تندد بالعفو عن الإسباني مغتصب الأطفال، كما بدأ في المغرب تداول عريضة ضد العفو عن المغتصب.
وتطرقت الصحافة الدولية إلى حدث العفو عن مغتصب الأطفال واعتبرته "صفقة" بين المخابرات العسكرية للبلدين، إذ تحدثت صحف إسبانية عن الدور الكبير الذي لعبه المغتصب في الإطاحة بصدام حسين.