تونس - حياة الغانمي
عبّر عدد كبير من نواب مجلس الشعب التونسي عن رفضهم عودة المتطرّفين إلى تونس، في شبه انتفاضة قادها نواب حركة "نداء تونس" في البرلمان، حيث وضعوا أمامهم لافتات "لا لعودة الإرهابيين" في رد مباشر على بعض الدعوات المتسامحة مع هذه العودة التي تثير مخاوف التونسيين.
وأكّد النائب و القيادي في "الجبهة الشعبية" المنجي الرحوي، ردًا على تصريح رئيس "النهضة" راشد الغنوشي بضرورة توفير رعاية نفسية للمتطرّفين في حال عودتهم : "انك أولى بهذه الرعاية اكثر منهم، لأن الشعب التونسي يعاني إلى حد الآن من سياستكم، بالنسبة إلى شيخنا وهو شيخ فرع الإخوان في تونس ما عليه الا ان يقوم باستفتاء لكي يتعرف ما أن كان الشعب التونسي يعتبر هؤلاء من أهله أو لا، ولكن الإجابة حول هذا الاستفتاء واضحة، فأهالي هؤلاء الإرهابيين هم جماعة الإخوان المسلمين الذين لديهم يد في الديمقراطية ويد في الإرهاب والعنف" .
وأضاف الرحوي، أن القيروان التي اعتبرها الغنوشي أول منطقة دخل فيها الإسلام فهي لن تكون اول منطقة للتطبيع مع التطرّف والتعاطي مع ثقافة العنف التي لم يتخل عنها يوما جماعة الاخوان المسلمين من خلال التبشير لها علنًا وسرًا، داعيًا الغنوشي إلى ضرورة ان يتذكّر بأن هؤلاء المتطرّفين قتلوا واغتالوا أمن تونس ووحدتها ومدنيتها فقد انتموا وبايعوا دولة معادية لتونس ولاستقرار العالم بأسره"، مبيّنًا: "عوض ان يطرح علينا الغنوشي عودة الإرهابيين على التونسيين كان عليه طرح موضوع تعديل الدستور من اجل سحب الجنسية من هؤلاء الإرهابيين الذين بايعوا وروعوا وقطعوا الرؤوس وارتكبوا أفظع الجرائم وابشع الصور، كان عليه أن يطرح محاسبة من سفروا هؤلاء التونسيين وغرروا بهم وهيأ لهم المناخ كي يتجمعوا على الشرّ وارتكاب الجرائم".
وتساءل الرحوي عن النيابة العمومية التي لم تتحرك إلى حد الآن على معنى قانون الإرهاب بعد هذه التصريحات، مؤكّدًا أن "راشد الغنوشي كلّما أقبل أقبل ومعه الشيطان وكلما ادبر ادبر معه الشيطان، أعطاك الوقت وأعطتك قطر ومحور عرابي المشروع الصهيوني في المنطقة العربية مؤكدا أن الانتكاسة التي تعيشها تونس لا تعد الا انتكاسة وأنت عنصرها المميز".
وصرّح راشد الغنوشي، الأحد، من القيروان أن "تونس لا تفرض على الدول الأخرى بقاء التونسيين على أراضيها٬ وان لا تسترجع مواطنيها الإرهابيين" كما اكد خلال إشرافه على اجتماع مع أنصاره بحضور نواب الجهة في أحد الفضاءات الخاصة وسط مدينة القيروان على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية والقضائية ضدهم إلى جانب رعاية نفسية وتثقيفية، مشيرًا إلى أن زيارته إلى القيروان تندرج في إطار الزيارات التي يقوم بها لكل الولايات ومعتبرًا القيروان أول منطقة دخل فيها الإسلام وانتشر منها إلى أفريقيا وأوروبا.