نواكشوط ـ مختار ولد محفوض
كرّست النتائج شبه النهائية لانتخابات الرئاسة الموريتانية، الاثنين، فوز الرئيس محمد ولد عبد العزيز بولاية ثانية مدتها خمس أعوام، فيما شكل صعود ناشط ضد الرق يتبنى خطاباً مثيراً للجدل، مفاجأة في الاقتراع الذي جرى السبت.وذكر مصدر بارز في لجنة الانتخابات، أنّ "النتائج شبه النهائية أظهرت حصول الرئيس ولد عبد العزيز على نسبة تتجاوز 75 في المائة من أصوات الناخبين". وذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات وصلت بعد فرز بطاقات الاقتراع في ثلثي مكاتب التصويت، إلى أكثر من 55 في المائة.
وبيّنت نتائج أولية بثتها وسائل الإعلام المحلية، أن الناشط ضد الرق بيرام ولد أعبيدي، احتل المرتبة الثانية في الانتخابات. و أنه على رغم جهود سياسيين من فئة العبيد المحررين" موالين للحكم ومن بينهم رجال أعمال، فإن أربعة آلاف ناخب صوتوا لمصلحة ولد أعبيدي في حي واحد يقطنه "العبيد المحررون" ويعد من مراكز الثقل الانتخابي في العاصمة نواكشوط.
وقفز ولد أعبيدي إلى الواجهة بعد سجنه، على خلفية إحراقه علناً أمهات كتب الفقه المالكي، ونعته مصنفات مدونة المذهب السني المهيمن في موريتانيا منذ قرون، بـ"كتب النخاسة التي شرعت الاستعباد في موريتانيا». وأقام ولد أعبيدي صلاة جمعة «استعراضية» تولى فيها الإمامة وصلى خلفه مئات "العبيد المحررين" لتأكيد خروجه على المذهب الفقهي المتبع.
في المقابل، نددت قوى المعارضة الموريتانية بشدة بما سمته "مهزلة الجنرال ولد عبد العزيز الانتخابية"، واتهمته بتدبير "انقلاب انتخابي" بعد انقلابه العسكري عام 2008.
وأوضح رئيس حزب "اللقاء الديمقراطي" وأحد قادة "منتدى الديمقراطية والوحدة" وهو تحالف المعارضة الرئيسي، أن "الموريتانيين قاطعوا الانتخابات واستجابوا دعوة المعارضة البقاء في بيوتهم كما أظهرت التقارير التي وردت إلينا من أنحاء البلاد". واعتبر ولد يتاح أن "تزوير إرادة الموريتانيين لا يمنح ضمانات للبقاء في السلطة خمس سنوات أخرى".
ويعتقد مراقبون للشأن الموريتاني أن التحدي الأبرز أمام ولد عبد العزيز هو حسن إدارة خلافه مع قوى المعارضة التقليدية المقاطعة، و"الناشئة" التي شاركت في الانتخابات، لتجنيب موريتانيا الانزلاق نحو الفوضى كما حدث في دول أفريقية نظمت فيها انتخابات غير توافقية.
وشدد أقطاب المعارضة على ان هذه الانتخابات لا تحل الأزمة السياسية القائمة في البلاد منذ أن وصل الجنرال السابق إلى السلطة، وحذر المعارضون من أن "استقرار موريتانيا الهش بات في خطر".