الدارالبيضاء - أسماء عمري
تواصل المصالح الأمنية الاسبانية حملة واسعة ضد الشبكات والأفراد الناشطين في مجال تجنيد مقاتلين "جهاديين" نحو سورية انطلاقا من مدينة "سبتة" المغربية المحتلة.
وحسب مصادر عليمة فإن المصالح الأمنية تتخوف من أن تتحول سبتة إلى مركز لتجنيد الجهاديين ، إذ لوحظ ارتفاع عدد المغاربة الذين اختاروا القتال في سوريا انطلاقا من المدينة بعدما نجحت تيارات سلفية في تجنيدهم، وهو ما دفعها إلى مباشرة حملتها لإيقاف المشتبه فيهم في المدينة
ويتخد الناشطون في إعداد المقاتلين ونقلهم للجهاد في سورية من الاحياء الهامشية لا سيما حي "البرينسيبي" الذي يقطنه مغاربة سبتة مكانا أمنا لهم وبعيدا عن أعين السلطات للقيام بنشاطاتهم غير القانونية.
وكانت السلطات الاسبانية قد اعتقلت عدداً من الاشخاص بتهمة تجنيد اشخاص وترحيلهم الى سورية للقتال هناك بعد أن عملوا على ترحيل العشرات من الاشخاص بمن فيهم نساء وأطفال وبعض الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأثبتت دراسة اسبانية بهذا الخصوص أشرف عليها الباحث الرئيسي في شؤون الإرهاب الدولي في المعهد الملكي الإسباني "إلكانو"، فيرناندو ريناريس أن المغاربة المقيمين في إسبانيا، الذين سافروا، إلى سوريا من أجل القتال إلى جانب المعارضة، كان يعيش غالبيتهم في مدينة سبتة في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، ومعظمهم ذكور تتراوح أعمارهم بين 16 و49 سنة.
ويتجه المجندون فور خروجهم من مدينة سبتة نحو الجزيرة الخضراء، ثم السفر عبر الطائرة إلى ملقا أو العاصمة مدريد، ومن ثمة التوجه إلى اسطنبول، ليسافروا بعدها إلى محافظة "هاتاي" التركية الحدودية التي يدخلهم بعض أعضاء المنظمات الجهادية إلى سورية
ويتخذ عدد من الدول الأوروبية منها فرنسا واسبانيا احياطات أمنية مشددة في المطارات وخصوصا الرحلات المتوجهة أو الآتية من اسطنبول خوفا من عودة المقاتلين في سورية من اصول عربية إلى بلدان تستقبلتهم وتنفيد عملية ارهابية فيها.
وكان اخر تقرير لوكالة الإحصائيات "بانتا بوليس" كشف أن حوالي 412 مغربيا لقوا حتفهم في سورية منذ انطلاق المعارك الطاحنة بين قوات بشار الأسد والمعارضين إلى غاية نهاية سنة 2013 حيث وضعت الوكالة الأمريكية المغرب في المرتبة السابعة ضمن 49 دولة الأكثر تصديرا للمجاهدين للأراضي السورية من حيث عدد القتلى.